> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:

  • المعلم لا يجد الفتات والمسؤولون لديهم أموال ضخمة واستثمارات تجارية خاصة
  • بعد حرب 2015م كانت عدن خاوية والعملية التعليمية أعادت لها الحياة
> أجرت "الأيام" لقاء مع رئيسة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في مديرية الشيخ عثمان ووكيلة مدرسة 30 نوفمبر النقابية وفاء جازم سعيد عبدالله للحديث معها حول الإضراب وأسبابه وتأثيراته ونتائجه.

وفاء جازم
وفاء جازم
وقالت جازم "المعلم لا يملك قوت يومه، بينما الكثيرون يمتلكون عقارات وأراضٍ وبنوك ومشروعات تجارية وأموالاً ضخمة ويصرفونها ببذخ وعندما يطالب التربويون بحقوقهم يقولون له نحن في حالة حرب والبلد غير مستقر، هل الحرب على المعلم فقط؟ المسؤولون تصرف رواتبهم بالعملة الصعبة والمعلمون يستلمون رواتبهم بالريال اليمني لأنه لا يوجد من يردعهم، وبالتالي فهذه سياسة لتركيع المدرس وإبادته بهدف إنشاء جيل فاشل محتواه الفكري والعقلي خاليًا من العلم، ولذلك قمنا بالإضراب من أجل استرداد حقوقنا والقيام بواجبنا للتغيير من الجهل إلى النور".

وأضافت النقابية وفاء جازم قائلًة "إننا عندما توظفنا لم نلتحق إلى الحقل التربوي عن طريق الوساطات بل بواسطة القانون، ولدينا فتوى والتي تنص على أن المعلم عليه واجبات ولديه حقوق، وعلى إثر ذلك قمنا وما زلنا نؤدي واجبنا بما يرضي الله عز وجل، وانشأنا أجيالاً واعية، لكن بعد مرور الوقت بات التربوي من أكثر الفئات المظلومة وكذلك الطلاب لم يجدوا مباني تربوية نموذجية فعلي سبيل المثال الفصل الدراسي يكتظ بعدد كبير من التلاميذ حتى وصل الصف الواحد يحتوي على مائة طالب، وفي مدرستي بمديرية الشيخ عثمان يبلغ عدد الطلاب بالصف الأول الابتدائية الـ 110 تلميذ وهذا غير صحي، بينما يجب أن لا يتجاوز العدد في الفصل الواحد 35 طالب، ومع ذلك كان المدرس صنديدًا وتحلى بالصبر رغم المشقة في توصيل المعلومة للحاضرين في ظل الكثافة الطلابية، وكذا لا تتوفر مناهج دراسة صحيحة وهذا كله يؤدي إلى التجهيل وليس إلى النور، وفي المقابل فإن حقوق المعلمين تسلب من جهة وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية تأكل ما يجنيه التربوي من فتات والمتمثل براتبه الشهري والذي لا يستلمه كل شهر، وبنفس الوقت لا يكفيه لمدة أسبوع واحد فقط".


وأوضحت رئيسة نقابة تربويي الشيخ عثمان أن المعلمين لجؤوا أكثر من مرة للإضراب وثار عليهم المجتمع، أنهم يقومون بتبليد المجتمع، وعندما يتم تحويل رواتب التربويين من بند الرواتب إلى بند الهبات والمساعدات بحجة معرفة منهم المنقطعين والأسماء المزدوجة بوظيفتين وأكثر، وبالرغم من رفض نقل الرواتب من بند إلى بند إلا أن قرار التحويل تم تنفيذه بالقوة الجبرية ورغمًا عن المعلمين، فاضطر المدرسون أن يصبروا لعل وعسى أن تكون قيادات الدولة صادقة فيما ادعت، وقد وعد وزير المالية بأن يستلم التربويون رواتبهم كل شهر، ولكن ما حدث هو العكس فأصبح منتسبي التربية يستلمون مرتباتهم للشهر الواحد كل 35 يوم، ثم كل 45 يوم، وبعد ذلك كل 55 يوم، ليتعدى الشهر التالي ولم يصل راتب الشهر السابق".


وطالبت النقابية المسؤولة بتثبيت وتوظيف المتعاقدين لما لعبوه من دور مهم في تغطية النواقص بسبب توظيف الدولة للكادر التربوي عبر وزارة الخدمة المدنية والتأمينات والتي توقفت عن توظيف المعلمين منذ العام 2011م، وحتى الذين انضموا إلى العمل في التربية والتعليم بالعام 2012م لم يتم توظيفهم وإنما عبر الإحلال الوظيفي، متسائلًة لماذا لم تطلق علاوات عام 2011م بأثر رجعي والتي كما بلغ إلى مسامع المعلمين أنها موجودة لدى وزارة المالية ولكنها لم تصرف، فكل التربويين يريدون معرفة السبب من وزراء المالية والتربية والتعليم والخدمة المدنية والتأمينات.


وتحدثت رئيسة نقابة معلمي المديرية حول الأنشطة والتي باتت تقام على نفقات خاصة من المجهود الذاتي للمتعاونين المهتمين بهذا الجانب، بينما عدد من المدارس تخلو من إقامة الأنشطة في بعض المديريات، ومدارس مديرية الشيخ عثمان متحدين وأيديهم في أيدي بعض، وقبل إعلان الإضراب والذي بلغ نسبته 100 % تم الاجتماع بالمعلمين وأقروا التنفيذ بروح الفريق الواحد.

وأكدت الوكيلة والنقابية في الشيخ عثمان أن الإضراب سيؤثر على مجريات الأمور، مشيرًة إلى أنه وفي نهاية العام 2015م أي بعد انقضاء الحرب، كانت البلاد خاوية على عروشها، ومن أجل نهضة الوطن كان لابد من الاستعانة بالمعلمين، وهو ما فطنت له دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والتي قامت بمجهود كبير أبرزه تجهيز مباني المدارس بشكل سريع، وذلك لإدراكها أن التعليم نور وحياة، وبالفعل عندما بدأت حركة الطلاب انتعشت العاصمة عدن وعادت إلى عهدها مرًة أخرى، ولذلك فمن نافلة القول أن وقف التعليم يعني إيقاف حياة الدولة، ومن هذه الناحية ستتأثر الحكومة من ذلك، وفي المقابل إذا تعطلت العملية التعليمية ستتوقف عملية ضخ المنح والهبات للحكومة من المنظمات الدولية والتي لا يستفيد منها المعلم أي شيء ولا الفتات منها حتى، وهذا سيجبرهم إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه التربويين.

وعدَّدَت النقابية وفاء جازم مطالب معلمي مديرية الشيخ عثمان والتي من أبرزها ما يلي:

1 - صرف الرواتب الشهرية نهاية كل شهر.
2 - هيكلة الأجور.
3 - العلاوة السنوية وطبيعة العمل.
4 - التأمين الصحي.

وأضافت جازم قائلًة "إن لم تتحقق تلك المطالب فإن الإضراب سيستمر، وسيتم الانتقال إلى خطوة العصيان المدني الشامل إلى أن تغير الحكومة نهجها وسياستها الحالية تجاه التربية والتعليم فإما أن نكون وإما أن لا نكون".

ووجَّـهت الوكيلة المدرسية وفاء جازم رسالة إلى منظمات المجتمع المدني، حيث قالت "انظروا إلى المعلم بعين واعية كونه اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فعندما ترفدون الحكومة ملايين "الدولارات" يجب أن تعلموا إلى أين تذهب، هل يتم منحها للحقل التربوي والتعليمي أم تذهب إلى الجيوب والحسابات الخاصة؟".