> محمد رائد محمد:

أدوار صحيفتي "الرقيب" و"الأيام" في إنتاج نواة الحركة الوطنية لمواجهة الاستعمار البريطاني
> مع ازدياد استخدام التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة يجد المواطن نفسه داخلاً إلى بوابة واسعة للتواصل مع كافة الجهات أكانت رسمية أو قطاع خاص أو منظمات دولية ما جعل الوعي السياسي له عدة محددات رئيسة أهمها الرؤية الشاملة للبيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي من خلالها تتولَّد المعطيات الحقيقية للوضع العام، فيحلل ويُقيِّم ويقرأ آراء الاخرين، ليدرك الواقع الفعلي الداخلي والخارجي، بالوقت الذي يشعر فيه بالمسؤولية التي جوهرها الثوابت الوطنية المجتمعية، فهناك أسلوب للتعبير عن الرغبة في التغيير والتنمية وفق فكر نابع عن ثقافة دورها صنع هذا الوعي السياسي وتوجيهه لمعرفة ما يدور على الواقع.


فقضايا المجتمع كثيرة والأزمات أكثر، وكلما زاد الوعي السياسي زاد دور وتأثير المجتمع والمشاركة المجتمعية لإبراز احتياجات المجتمعات، وهو ذاته الوعي السياسي والاجتماعي.

وفي هذا السياق شاركت "الأيام" في ندوة"دور الصحافة والإعلام في تعزيز الوعي السياسي والمجتمعي" والتي نظمها مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين فرع العاصمة عدن بمقر النقابة في مديرية التواهي، بحضور نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان ونائبه نصر باغريب.

وعلى هامش الندوة قال لـ "الأيام" رئيس مجلس نقابة الصحفيين الجنوبيين عبدالكريم الشعبي، "إن الهدف من هذه الندوة تقييم العمل الصحفي القادم حاليًا على المستوى العام، والإعلام هو من أهم الأدوات التي تُشكِّل الرأي العام ويساهم في بناء المجتمعات الحرة، ويساعد على نشر المعلومات الأخبارية المتعلقة بالوقائع الجارية حتى لا يتوه المتتبع لمجريات الأحداث اليومية.

ووصف الشعبي الإعلام الجنوبي بالقوي، متطلعًا إلى بذل مزيد من الجهود حتى يتمكن الإعلاميون الجنوبيون من دحر كل الشائعات التي تُـحاك ضد الشعب الجنوبي ورموزه النضالية وقواته المسلحة.
عبدالكريم عبدالله
عبدالكريم عبدالله


وأشار رئيس المجلس إلى أن هناك توجه في الوقت الحالي من الإعلاميين لتوسيع العمل الصحفي ونشر كل ما يدور حول الإنجازات التي تحققت في المحافظات الجنوبية والمناطق المحررة في الجنوب.

وأكد عبدالكريم الشعبي أن منتسبي الإعلام الجنوبي يبذلون جهدًا لا يُستهان به لتوصيل المعلومات الحقيقية المعززة للانتماء إلى الجنوب وترسيخه في وجدان الشعب، لافتًا إلى أن هناك بعض التقصير والذي سيجبر بجودته وتشعبه.


ودعا المسؤول النقابي الشباب الإعلاميين المنضوين في نقابة الصحفيين بالعاصمة عدن للقيام بأدوار أوسع وتصحيح الأخطاء.

وبيَّن الصحفي أحمد صالح ربيع نائب مدير برامج إذاعة (هنا عدن) أن هذه الندوة من المتوقع أن تسهم في توعية الجمهور بمستجدات الوضع السياسي الذي يعيشه الجنوب في هذه الفترة وذلك بواسطة الإعلاميين الذين استفادوا من محاورها، متطرقًا في حديثه حول مكانة التوعية السياسية بين أوساط الجماهير والمؤسسات والمنظمات والهيئات بصفةٍ عامة.

احمد صالح
احمد صالح
وأكد ربيع على الحاجة الماسة للاستفادة من نضال الإعلام الجنوبي منذ ما قبل الاستقلال خلال فترة الاستعمار البريطاني حتى يوم يوم الجلاء وما بعده موضحًا أن الإعلام في الجنوب كان له قدر ليس بالهين، حيث لعبت الثقافة الوطنية دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي السياسي لدى الصحفيين ذات أنفسهم ثم بين أوساط الشعب الجنوبي.

وأفاد المذيع في إذاعة هنا عدن أن هناك رموز إعلامية في الجنوب كان لها دورًا في التوعية السياسية والمجتمعية في الزمن الذي عاشوه من أمثال الكاتب الصحفي والأديب والمصلح الاجتماعي محمد علي لقمان، والإعلامي المخضرم مؤسس المدرسة الصحفية العدنية محمد علي باشراحيل والذي فتح ذراعيه لكل التيارات الوطنية من خلال صحيفة (الرقيب) في العام 1955م والتي كانت تطبع باللغة الإنجليزية، ثم صحيفة "الأيام" والتي تأسست في العام 1958م، وتشكَّـل على يد المناضل باشراحيل من خلال احتضانه المسارات النضالية وعيًا سياسيًا وترسيخ الثقافة الوطنية الجنوبية والتي أنتجت نواة للحركة الوطنية لمواجهة الاستعمار البريطاني حتى رحل آخر جندي بريطاني في الثلاثين من نوفمبر.

منير محمد
منير محمد
من جانبه قال المسؤول الإعلامي في فرع النقابة بالعاصمة عدن الصحفي منير محمد مسعد النقيب "إن الإعلام الجنوبي يقع على عاتقه مسؤوليات كثيرة جدًا، فبواسطته تتحرك الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، مردفًا أن الصحافة مرآة الشعب، وعينه الثالثة، ومهامه كبيرة في تثقيف الناس، وتحذيره من المخاطر، وبواسطته تسقط دول وتؤسس أخرى.