إلى تلك القلوب الجميلة التي واكبتنا في مسيرة الخبز والأنوار، واستنفرت معنا بالمد والمدد، وعسكرت بخيامها بجانب أكواخنا حرصًا على سرعة تنفيذ نداء الإغاثة وخوفا من تأخذه الرياح والعواصف بعيدا ويتعثر وصوله إليهم فيحرقهم الألم وجلد الذات.

إلى تلك الأيادي الجميلة الممدودة إلينا بعناقيد العنب لكل كوخ خشبي وباب وطاقه يتزاحم حولها كل طفل جائع تبرق من عينيه نظرات الأمان والفرح بزياراتكم اليومية.

إلى تلك المروئة السمحاء التي لم تتركنا قط لوحدنا بين الشتات والظلام والمجاعة وبراميل القمامة.

كل العرفان والامتنان لنفوسكم العظيمة التي ظلت مظلتنا وسندنا ورعايتنا وتجبر خواطرنا.

فآنستونا بحضوركم معنا حين عصفت بنا كوارث وعواصف غدر الدهر والزمان واظلمت بنا المدن وتخشبت نفوسنا ونهشت الكلاب والضباع والذئاب أجسادنا.

فاستنفرتوا فوق الجبال والحصون والقلاع والشوارع والمدن تراقبوا كيف صارت صباحاتنا ومساءاتنا وتنصتون لقلوبنا الصغيرة كيف تنبض؟؟

لله دركم ما أروعكم.

يا من تستقطعون من رواتبكم الشحيحة نفقات كل قطعة كفن لكل من سقط أرضا مصدوما مبهورا مسرورا من شدة الفرح والسعادة الغامرة.

أي مجد إنساني هذا الذي غمرتوا به حياتنا وأيامنا وأمسياتنا وطوابيرنا ولحظات فخرنا ونحن تحت ريادتكم النبيلة؟؟

إلا تتعبون وتنهكون من تلبية مطالبنا الأدمية؟؟؟

إننا نبادلكم الوفاء بالوفاء فلسنا أهل طمع أو جشع حتى نهلككم ونستنفذ طاقاتكم وقررنا الحفاظ على صحتكم وسلامة حياتكم وتفويضكم بالراحة والاسترخاء كي تستعيدون فيها أنفاسكم المتعبة من هذا العناء الطويل.. لديكم عائلات أهملتوها.

سافروا واستريحو بضعة أعوام ولا تقلقون علينا فما زرعتوه لنا من المحاصيل والقمح والتمر والزيتون والأعناب سيمنحنا الاكتفاء حتى تعودون إلينا بوتيرة أقوى.

أقبلوا تفويضنا لكم بالراحة مثلما قبلتوا تفويضنا لكم بالعمل من أجلنا.

فليبارك الله لكم.