> "الأيام" العين الأخبارية:
تواجه الإدارة السورية التي تتصدى حاليا لمسلحين موالين للحكم السابق في محافظة اللاذقية، تحديات أمنية كبيرة تحول دون بسط نفوذها بالبلاد
وفيما يلي أبرز التحديات الأمنية الممثلة في مجموعات متعددة الولاءات ومناطق نفوذها:
وكان للعلويين الذين يشكلون نحو تسعة في المئة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية، حضورهم خلال الحكم السابق في المؤسسات العسكرية والأمنية.
وبعد إطاحة الأسد، شهدت مدينة اللاذقية توترات أمنية مع تنفيذ السلطات حملات أمنية فيها، تزامنت مع تكرار حصول حوادث خطف وإطلاق نار، ما أثار مخاوف علويين من عمليات انتقامية، وفق "فرانس برس".
ورغم أن حدة التوترات كانت قد تراجعت في الآونة الأخيرة، استمر تسجيل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتضم المنطقة الساحلية عددا كبيرا من الموالين للأسد من أفراد الجيش السوري السابق الذين ما زالوا يحتفظون بسلاحهم والعاملين في المؤسسات العامة، والذين صرفتهم السلطة الجديدة من وظائفهم. وبات هؤلاء عاطلين عن العمل ومتروكين لمصيرهم.
وتظهر الاشتباكات الدامية المستمرة منذ الخميس في المنطقة، وفق ما يقول الباحث في مؤسسة "سنتشوري انترناشونال" آرون لوند، "هشاشة الحكومة" التي لا تملك للتعامل مع المسلحين العلويين "إلا سلطة القمع".
ويوضح لوند "لذا عندما تقع هجمات، تنطلق هذه الجماعات لتجوب القرى العلوية. لكن تلك القرى مليئة بالمدنيين الضعفاء، وبالعسكريين السابقين المسلحين"، ما يجعلها أشبه بـ"قنبلة موقوتة".
ومنذ وصوله إلى السلطة، وجه أحمد الشرع رسائل طمأنة إلى الأقليات، على وقع مطالبته من المجتمع الدولي بإشراك المكونات كافة في إدارة المرحلة الانتقالية. وطالب قواته بضبط النفس محذرا من الطائفية.
إلا أن ذلك لا يجد على الأرجح صدى لدى كافة الفصائل التي تعمل بإمرته، والتي تشكل حاليا، وفق لوند، "جيش سوريا وشرطتها".
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا فيها أبرز حقول القمح والنفط والغاز التي تحتاج سلطات دمشق بشدة الى مواردها في المرحلة المقبلة.
إلى الآن، لم تحقّق محادثات عقدت بين الطرفين أي تقدم، مع إصرار الأكراد الحفاظ على وجودهم ككيان عسكري مقابل تحقيق غالبية طلبات دمشق.
ويقول الباحث في الشأن السوري، فابريس بالانش، لـ"فرانس برس": "طالما أن القوات الأمريكية موجودة في شمال شرق سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية لن تتفكك".
وشكّلت واشنطن التي تنشر المئات من قواتها في مناطق سيطرة الأكراد، داعما رئيسيا لهذه القوات في حربها ضد تنظيم "داعش" خلال سنوات النزاع.
ويوضح بالانش: "يقبلون بعودة الإدارة المدنية السورية، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليم (...) لكنهم يرفضون دخول القوات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام" الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد.
ويضيف "يريدون الاحتفاظ باستقلالهم الإداري والحفاظ على نظام المقاطعات الذي بنوه".
ويشكل العرب أكثر من ستين في المئة من سكان الإدارة الذاتية، وفق بالانش الذي يقول إن هؤلاء باتوا يريدون "التخلص من الهيمنة الكردية" منذ تولي الشرع السلطة.
وبعيدا عن الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هجمات في المناطق التي يعيشون فيها، نأى دروز سوريا إلى حد كبير بأنفسهم عن النزاع الذي بدأ عام 2011. وتمكن العديد منهم من تجنب التجنيد الإجباري في الجيش.
وأبدى فصيلان عسكريان رئيسيان من الدروز، مطلع العام، استعدادهما للاندماج تحت مظلة جيش وطني، لكن حتى اللحظة لم يسلم أي منهما سلاحه الى السلطة الجديدة.
وأحدثت تصريحات إسرائيلية مؤخرا بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا.
وفي منشور على إكس، قال الباحث تشارلز ليستر: "في الوقت الحالي، يبدو أن محاولات إسرائيل لاستغلال دروز سوريا قد جاءت بنتائج عكسية، لكن لا تتوقعوا أن تتوقف التهديدات والإجراءات العسكرية".
وفيما يلي أبرز التحديات الأمنية الممثلة في مجموعات متعددة الولاءات ومناطق نفوذها:
- علويو الساحل
وكان للعلويين الذين يشكلون نحو تسعة في المئة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية، حضورهم خلال الحكم السابق في المؤسسات العسكرية والأمنية.
وبعد إطاحة الأسد، شهدت مدينة اللاذقية توترات أمنية مع تنفيذ السلطات حملات أمنية فيها، تزامنت مع تكرار حصول حوادث خطف وإطلاق نار، ما أثار مخاوف علويين من عمليات انتقامية، وفق "فرانس برس".
ورغم أن حدة التوترات كانت قد تراجعت في الآونة الأخيرة، استمر تسجيل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتضم المنطقة الساحلية عددا كبيرا من الموالين للأسد من أفراد الجيش السوري السابق الذين ما زالوا يحتفظون بسلاحهم والعاملين في المؤسسات العامة، والذين صرفتهم السلطة الجديدة من وظائفهم. وبات هؤلاء عاطلين عن العمل ومتروكين لمصيرهم.
وتظهر الاشتباكات الدامية المستمرة منذ الخميس في المنطقة، وفق ما يقول الباحث في مؤسسة "سنتشوري انترناشونال" آرون لوند، "هشاشة الحكومة" التي لا تملك للتعامل مع المسلحين العلويين "إلا سلطة القمع".
ويوضح لوند "لذا عندما تقع هجمات، تنطلق هذه الجماعات لتجوب القرى العلوية. لكن تلك القرى مليئة بالمدنيين الضعفاء، وبالعسكريين السابقين المسلحين"، ما يجعلها أشبه بـ"قنبلة موقوتة".
ومنذ وصوله إلى السلطة، وجه أحمد الشرع رسائل طمأنة إلى الأقليات، على وقع مطالبته من المجتمع الدولي بإشراك المكونات كافة في إدارة المرحلة الانتقالية. وطالب قواته بضبط النفس محذرا من الطائفية.
إلا أن ذلك لا يجد على الأرجح صدى لدى كافة الفصائل التي تعمل بإمرته، والتي تشكل حاليا، وفق لوند، "جيش سوريا وشرطتها".
- الأكراد
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا فيها أبرز حقول القمح والنفط والغاز التي تحتاج سلطات دمشق بشدة الى مواردها في المرحلة المقبلة.
إلى الآن، لم تحقّق محادثات عقدت بين الطرفين أي تقدم، مع إصرار الأكراد الحفاظ على وجودهم ككيان عسكري مقابل تحقيق غالبية طلبات دمشق.
ويقول الباحث في الشأن السوري، فابريس بالانش، لـ"فرانس برس": "طالما أن القوات الأمريكية موجودة في شمال شرق سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية لن تتفكك".
وشكّلت واشنطن التي تنشر المئات من قواتها في مناطق سيطرة الأكراد، داعما رئيسيا لهذه القوات في حربها ضد تنظيم "داعش" خلال سنوات النزاع.
ويوضح بالانش: "يقبلون بعودة الإدارة المدنية السورية، بما في ذلك الخدمات الصحية والتعليم (...) لكنهم يرفضون دخول القوات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام" الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد.
ويضيف "يريدون الاحتفاظ باستقلالهم الإداري والحفاظ على نظام المقاطعات الذي بنوه".
ويشكل العرب أكثر من ستين في المئة من سكان الإدارة الذاتية، وفق بالانش الذي يقول إن هؤلاء باتوا يريدون "التخلص من الهيمنة الكردية" منذ تولي الشرع السلطة.
- الدروز
وبعيدا عن الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هجمات في المناطق التي يعيشون فيها، نأى دروز سوريا إلى حد كبير بأنفسهم عن النزاع الذي بدأ عام 2011. وتمكن العديد منهم من تجنب التجنيد الإجباري في الجيش.
وأبدى فصيلان عسكريان رئيسيان من الدروز، مطلع العام، استعدادهما للاندماج تحت مظلة جيش وطني، لكن حتى اللحظة لم يسلم أي منهما سلاحه الى السلطة الجديدة.
وأحدثت تصريحات إسرائيلية مؤخرا بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا.
وفي منشور على إكس، قال الباحث تشارلز ليستر: "في الوقت الحالي، يبدو أن محاولات إسرائيل لاستغلال دروز سوريا قد جاءت بنتائج عكسية، لكن لا تتوقعوا أن تتوقف التهديدات والإجراءات العسكرية".