> عبداللاه سُميح:
بين أولى ناطحات السحاب في العالم، ما يزال أقدم منابر الخطابة الدينية في اليمن، حاضرا يحكي لزائريه تفاصيل حقبة تاريخية قديمة، من عمر مدينة "شبام" الطينية بمحافظة حضرموت، التي يسميها بعض المؤرخين المستشرقين بـ"شيكاغو الصحراء".
وعلى مدى قرون ثمانية، ظل منبر جامع "شبام" المعروف بـ"جامع هارون الرشيد"، قطعة فنية دينية، تؤدي دورا مهما في خدمة الخطاب الإسلامي، من موقعها في صدر الجامع الذي تأسس في العام الثامن للهجرة، على أيدي الصحابي الجليل، زياد بن لبيد، قبل أن يشهد أعمال تجديد وتوسعة، في عهد الخليفة العباسي الخامس، خلال القرن الثاني الهجري.
ويشير رئيس جمعية "تطوير الحرف التراثية" بشبام، عوض عفيف، إلى صانع المنبر، الحرفي أبوبكر العطار العدني، الذي نقش اسمه على الهيكل الخشبي، وصممه على نحو فريد، يتميّز بارتفاع كبير، بعد 6 درجات تسبق مجلس الخطيب، ما يسهّل على المصلين سماعه ورؤيته بوضوح.
مضيفا في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الخشب الذي صُنع منه المنبر، "هو خشب الأبنوس، الصلب والعالي الجودة، ما منحه متانة وألقا تضاعف مع وضع الأشكال الهندسية والأقواس المتداخلة، والنقوش والزخارف المعقّدة، التي تعكس الفن الإسلامي".

وصولا إلى الجمهورية اليمنية، التي شهدت أولى فتراتها، ترميما كاملا لجامع "هارون الرشيد" بشبام.
وعلى إثر عمره الطويل، نسج المنبر علاقته الروحانية مع الأجيال المتوالية، انطلاقا من مكانة الجامع التاريخية والإسلامية، ودوره الممتد على مدى أكثر من 1400 سنة، كمؤسسة دينية واجتماعية عامة.
وقال الباحث التاريخي، الدكتور محمد باذيب، لـ"إرم نيوز"، إنه في أثناء عملية إعادة بناء الجامع الأخيرة في منتصف التسعينيات، تم استبدال المنبر بآخر جديد، ليبقى مهملا في إحدى زوايا صحن الجامع، معرَّضا للتلف وكل عوامل التعرية.
استدعت عملية الترميم الطويلة على مدى عامين، قدوم خبير أردني مختص، لدراسة حالته بعد فقدان وتلف أجزاء من هيكله الخشبي، ووضع خطة لعملية الترميم، وتدريب عدد من الحرفيين المحليين من أعضاء جمعية "تطوير الحرف التراثية" بشبام، على صيانته الدورية.
وذكر عوض عفيف، رئيس الجمعية التي شاركت في عمليات الترميم، لـ"إرم نيوز"، أنهم استخدموا خشب السدر، الشبيه بخشبه الأصلي، لتعويض العناصر المفقودة من المنبر؛ بسبب انعدام نوع "الأبنوس"
وعلى مدى قرون ثمانية، ظل منبر جامع "شبام" المعروف بـ"جامع هارون الرشيد"، قطعة فنية دينية، تؤدي دورا مهما في خدمة الخطاب الإسلامي، من موقعها في صدر الجامع الذي تأسس في العام الثامن للهجرة، على أيدي الصحابي الجليل، زياد بن لبيد، قبل أن يشهد أعمال تجديد وتوسعة، في عهد الخليفة العباسي الخامس، خلال القرن الثاني الهجري.
- من عدن إلى شبام
ويشير رئيس جمعية "تطوير الحرف التراثية" بشبام، عوض عفيف، إلى صانع المنبر، الحرفي أبوبكر العطار العدني، الذي نقش اسمه على الهيكل الخشبي، وصممه على نحو فريد، يتميّز بارتفاع كبير، بعد 6 درجات تسبق مجلس الخطيب، ما يسهّل على المصلين سماعه ورؤيته بوضوح.
مضيفا في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الخشب الذي صُنع منه المنبر، "هو خشب الأبنوس، الصلب والعالي الجودة، ما منحه متانة وألقا تضاعف مع وضع الأشكال الهندسية والأقواس المتداخلة، والنقوش والزخارف المعقّدة، التي تعكس الفن الإسلامي".
- مكانة تاريخية
وعاصر المنبر التاريخي منذ إنشائه، عدة مراحل ومحطات سياسية مختلفة شهدتها حضرموت، منذ عهد الدولة الرسولية والدولة الطاهرية، والنفوذين العثماني والبريطاني، مرورا بفترة السلطنة الكثيرية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

جامع هارون الرشيد
وصولا إلى الجمهورية اليمنية، التي شهدت أولى فتراتها، ترميما كاملا لجامع "هارون الرشيد" بشبام.
وعلى إثر عمره الطويل، نسج المنبر علاقته الروحانية مع الأجيال المتوالية، انطلاقا من مكانة الجامع التاريخية والإسلامية، ودوره الممتد على مدى أكثر من 1400 سنة، كمؤسسة دينية واجتماعية عامة.
وقال الباحث التاريخي، الدكتور محمد باذيب، لـ"إرم نيوز"، إنه في أثناء عملية إعادة بناء الجامع الأخيرة في منتصف التسعينيات، تم استبدال المنبر بآخر جديد، ليبقى مهملا في إحدى زوايا صحن الجامع، معرَّضا للتلف وكل عوامل التعرية.
- الدور الثقافي
استدعت عملية الترميم الطويلة على مدى عامين، قدوم خبير أردني مختص، لدراسة حالته بعد فقدان وتلف أجزاء من هيكله الخشبي، ووضع خطة لعملية الترميم، وتدريب عدد من الحرفيين المحليين من أعضاء جمعية "تطوير الحرف التراثية" بشبام، على صيانته الدورية.
وذكر عوض عفيف، رئيس الجمعية التي شاركت في عمليات الترميم، لـ"إرم نيوز"، أنهم استخدموا خشب السدر، الشبيه بخشبه الأصلي، لتعويض العناصر المفقودة من المنبر؛ بسبب انعدام نوع "الأبنوس"
عقب انتهاء عمليات ترميمه، تحوّل دور المنبر من الوظيفة الدينية، إلى الجانب السياحي والثقافي، كتحفة فنية أثرية، محفوظة بعناية في متحف خاص سُمّي باسمه، على بعد عشرات الأمتار من موقعه الأصلي في الجامع، حتى لا يتوقف عن سرد أمجاده التنويرية، وبعضا من تفاصيل المدينة العتيقة، المصنّفة كموقع تراث عالمي، في قوائم "اليونسكو".
عن "إرم نيوز"