> صنعاء/ الرياض «الأيام» خاص:

خلال أسبوع.. 33 غارة أمريكية استهدفت مخازن سرية ومراكز قيادة وخبراء وأجانب
> شهدت مناطق سيطرة الحوثيين تصعيدًا عسكريًا لافتًا خلال الأسبوع الماضي، حيث نفذت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت لوجستية تابعة للجماعة.

وبحسب مصادر ميدانية أفادت "الأيام" أمس، فقد بلغ عدد الغارات ما بين 33 و38 غارة، نُفذت على تسع موجات متتالية، مستهدفة صنعاء وصعدة وحجة وذمار والبيضاء ومأرب.

المصادر أكدت أن الحوثيين خيارات الرد على الغارات الأمريكية، بما في ذلك شن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة ضد قواعد عسكرية ولوجستية أمريكية في السعودية والإمارات أو حتى جيبوتي.

يأتي ذلك في سياق التصعيد المستمر، حيث كثّفت الجماعة هجماتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وواصلت تهديداتها للدول الإقليمية.
  • أهداف استراتيجية تحت القصف
استهدفت الغارات الأمريكية مخازن سرية تحت الأرض، ومنظومات صاروخية استراتيجية، ومنصات إطلاق طائرات مسيرة، إضافة إلى مراكز قيادة وسيطرة وتجمعات لقيادات وخبراء عسكريين حوثيين وأجانب.

في صنعاء، ضربت الغارات منازل قياديين حوثيين ومقار تجمعات قيادية في حي الجراف، وهو معقل رئيسي لقيادات الجماعة، ويضم مقرات إعلامية ومراكز تعبئة أيديولوجية، وتم استهداف مواقع عسكرية تحت الأرض في جبل فج عطان، الذي يضم وحدات الصواريخ الحوثية، ما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة.
  • خسائر بشرية ومادية
في صعدة، استهدفت الضربات معسكرات ومخازن أسلحة في مناطق الطلح وسحار، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم قيادات ميدانية، وأدت غارة قرب محطة كهرباء في ضحيان إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.

أما في محافظة الجوف، فقد أدى قصف المجمع الحكومي في مديرية الحزم إلى مقتل القيادي الحوثي زين العابدين المحطوري أحد القادة الأمنيين البارزين، إلى جانب خمسة آخرين.
  • تهديدات بحرية
شملت الضربات مواقع ذات أهمية استراتيجية على سواحل البحر الأحمر، حيث استهدفت ورش تصنيع ألغام بحرية ومنصات إطلاق صواريخ ومسيرات هجومية في الحديدة، وتم ضرب كابينة القيادة في السفينة "جلاكسي ليدر"، التي اختطفها الحوثيون في وقت سابق، ما أدى إلى تدمير أجهزة الاتصالات والملاحة فيها.
  • ضغوط عسكرية وتكتيكات حوثية
تكثيف القصف على مواقع عسكرية في صعدة يعكس استراتيجية تهدف إلى تقويض البنية التحتية للحوثيين وشل قدراتهم الهجومية، وتشير تقارير استخباراتية إلى أن الجماعة تعتمد على أنفاق ومخابئ تحت الأرض، خاصة في المناطق الحدودية مع السعودية، لتخزين الصواريخ والأسلحة المتطورة، وهو ما جعل هذه المواقع هدفًا رئيسيًا للغارات الأمريكية الأخيرة.
  • قلق دولي
في ظل هذا التصعيد، تتزايد المخاوف من احتمال توسع رقعة المواجهة إلى نطاق إقليمي أوسع، خاصة مع تهديدات الحوثيين باستهداف منشآت حيوية في السعودية والإمارات، ويرى محللون أن الضربات الأمريكية تهدف إلى كبح جماح الجماعة ومنعها من تنفيذ عمليات هجومية قد تجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى.

يأتي هذا في وقت لا تزال فيه نتائج الضربات غير واضحة بشكل كامل، بسبب القيود الأمنية الصارمة التي يفرضها الحوثيون على المعلومات المتعلقة بالخسائر البشرية والمادية. ومع استمرار الضربات الجوية، تبقى خيارات الرد الحوثية مفتوحة، ما قد ينذر بموجة جديدة من الهجمات المتبادلة في الأيام المقبلة.