جاءت كلمة الشيخ عمرو بن حبريش العليي الأخيرة بمثابة نقطة انعطاف حاسمة في مسار الأزمة الحضرمية، وفي شكل العلاقة بين حضرموت والمركز من جهة، وبينها وبين التحالف، والسعودية تحديدًا من جهة أخرى. لم يكن حديثه مجرد عرضٍ لمطالب تقليدية، بل كان بمثابة إعلان استقلال سياسي في الرؤية والمسار، يعكس نضجًا في الفهم وواقعية في الطرح.
أولًا: حضرموت تتحدث باسمها
الرسالة الأبرز في كلمة بن حبريش أن حضرموت باتت تتحدث بصوتها المستقل عبر "حلف حضرموت" لا عبر أي كيان خارجي أو وكلاء سياسيين. في هذا الخطاب أعلن بن حبريش صراحةً أن التواصل مع الرياض يجري بشكل مباشر دون المرور عبر أطراف داخلية، وهو ما يُعدّ ضربة سياسية للجهات التي تحاول التحدث باسم حضرموت أو احتوائها داخل مشاريع لا تعبر عن تطلعات أبنائها.
ثانيًا: مساران متوازيان تكتيكي واستراتيجي
في دلالة سياسية ذكية طرح بن حبريش مطلبًا مزدوجًا:
- "وضع خاص لحضرموت الآن" كاستجابة فورية لحالة الانفصال العملي والتميّز الإداري والاجتماعي الذي تعيشه المحافظة.
- "الحكم الذاتي مستقبلاً" كمطلب استراتيجي ضمن أي تسوية سياسية شاملة في اليمن.
هذا الربط بين التكتيكي والاستراتيجي يعكس عمقًا في التفكير السياسي، ويميز خطاب الحلف عن الطروحات التي تغرق في الشعارات أو تنتظر حلولًا بعيدة قد لا تأتي.
ثالثًا: مقارنة مع الانتقالي وضوح في الهدف ووسائل التحصيل
في الوقت الذي سبق أن طرح فيه المجلس الانتقالي مطلبًا بوضع "القضية الجنوبية في إطار خاص" بقي ذلك المطلب معلقًا، دون خطوات عملية، ومربوطًا بمآلات مفاوضات الحل السياسي النهائي. أما بن حبريش فذهب مباشرة إلى اللاعب الرئيسي في الملف اليمني السعودية، وعرض عليها تصورًا قابلًا للتطبيق الآن، مع تأكيده على استمرار الشراكة والتفاهم بعيدًا عن التصعيد أو التعطيل.
هنا، يتجلى تفوق الخطاب الحضرمي الجديد في واقعيته وقدرته على الإقناع سواء للشعب أو للداعم الإقليمي.
رابعًا: التأثير في المشهد اليمني العام
كلمة بن حبريش وضعت حضرموت رسميًا على طاولة السياسة، لا كمجرد تابع لأي مشروع، بل كطرف أصيل بمشروع خاص، وفي ضوء ما كشفه من تفهم سعودي كبير للمطالب الحضرمية، يبدو أن الحلف بات على أعتاب مرحلة جديدة، قد تفرض نفسها بقوة في أية ترتيبات سياسية قادمة.
خاتمة: لحظة فارقة في التاريخ الحضرمي
الشيخ بن حبريش بخطابه الأخير لم يوجه فقط رسالة للخصوم السياسيين، بل قدم رؤية حضرمية متزنة وعقلانية، تحترم الواقع لكنها لا ترضخ له، وتبحث عن الشراكة لا التبعية، وإذا ما استمر هذا النهج في العمل والتواصل، فإن حضرموت لن تكون مجرد مساحة جغرافية ضمن صراعات اليمن، بل لاعبًا سياسيًا فاعلًا ومؤثرًا في تقرير مصير الدولة اليمنية القادمة.
أولًا: حضرموت تتحدث باسمها
الرسالة الأبرز في كلمة بن حبريش أن حضرموت باتت تتحدث بصوتها المستقل عبر "حلف حضرموت" لا عبر أي كيان خارجي أو وكلاء سياسيين. في هذا الخطاب أعلن بن حبريش صراحةً أن التواصل مع الرياض يجري بشكل مباشر دون المرور عبر أطراف داخلية، وهو ما يُعدّ ضربة سياسية للجهات التي تحاول التحدث باسم حضرموت أو احتوائها داخل مشاريع لا تعبر عن تطلعات أبنائها.
ثانيًا: مساران متوازيان تكتيكي واستراتيجي
في دلالة سياسية ذكية طرح بن حبريش مطلبًا مزدوجًا:
- "وضع خاص لحضرموت الآن" كاستجابة فورية لحالة الانفصال العملي والتميّز الإداري والاجتماعي الذي تعيشه المحافظة.
- "الحكم الذاتي مستقبلاً" كمطلب استراتيجي ضمن أي تسوية سياسية شاملة في اليمن.
هذا الربط بين التكتيكي والاستراتيجي يعكس عمقًا في التفكير السياسي، ويميز خطاب الحلف عن الطروحات التي تغرق في الشعارات أو تنتظر حلولًا بعيدة قد لا تأتي.
ثالثًا: مقارنة مع الانتقالي وضوح في الهدف ووسائل التحصيل
في الوقت الذي سبق أن طرح فيه المجلس الانتقالي مطلبًا بوضع "القضية الجنوبية في إطار خاص" بقي ذلك المطلب معلقًا، دون خطوات عملية، ومربوطًا بمآلات مفاوضات الحل السياسي النهائي. أما بن حبريش فذهب مباشرة إلى اللاعب الرئيسي في الملف اليمني السعودية، وعرض عليها تصورًا قابلًا للتطبيق الآن، مع تأكيده على استمرار الشراكة والتفاهم بعيدًا عن التصعيد أو التعطيل.
هنا، يتجلى تفوق الخطاب الحضرمي الجديد في واقعيته وقدرته على الإقناع سواء للشعب أو للداعم الإقليمي.
رابعًا: التأثير في المشهد اليمني العام
كلمة بن حبريش وضعت حضرموت رسميًا على طاولة السياسة، لا كمجرد تابع لأي مشروع، بل كطرف أصيل بمشروع خاص، وفي ضوء ما كشفه من تفهم سعودي كبير للمطالب الحضرمية، يبدو أن الحلف بات على أعتاب مرحلة جديدة، قد تفرض نفسها بقوة في أية ترتيبات سياسية قادمة.
خاتمة: لحظة فارقة في التاريخ الحضرمي
الشيخ بن حبريش بخطابه الأخير لم يوجه فقط رسالة للخصوم السياسيين، بل قدم رؤية حضرمية متزنة وعقلانية، تحترم الواقع لكنها لا ترضخ له، وتبحث عن الشراكة لا التبعية، وإذا ما استمر هذا النهج في العمل والتواصل، فإن حضرموت لن تكون مجرد مساحة جغرافية ضمن صراعات اليمن، بل لاعبًا سياسيًا فاعلًا ومؤثرًا في تقرير مصير الدولة اليمنية القادمة.