> عدن «الأيام»:

وجه عدد من المثقفين والناشطين في العاصمة عدن مذكرة مطلبية إلى الجهات المختصة في السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي، دعوا فيها إلى التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من المشهد الثقافي والمؤسسات المدنية في المدينة، التي تشهد انهيارًا ممنهجًا في بنيتها الثقافية وهويتها المدنية.

وأوضح الموقعون على المذكرة، وفي مقدمتهم المحامي جسار فاروق مكاوي، أن العاصمة عدن تشهد تدهورًا خطيرًا طال أبرز معالمها الثقافية، حيث جرى مؤخرًا طرد مكتب وزارة الثقافة والإعلام من مقره في خور مكسر، في ظل تهميش مستمر لمعهد الفنون الجميلة، وغياب أي دعم مالي أو تشغيلي للمؤسسات المعنية.

واعتبرت المذكرة أن ما يحدث يمثل "محاولة ممنهجة لتفريغ عدن من هويتها وضرب قواها الناعمة"، محذرين من أن استمرار هذا النهج يعني طمس ماضي المدينة العريق وإغلاق آخر نوافذ الإبداع والسلام فيها.

وتضمنت المذكرة عشرة مطالب رئيسة موزعة على ثلاثة مستويات: إداري، تنموي، وقانوني. أبرزها توفير مقر دائم لمكتب وزارة الثقافة، وتخصيص ميزانية تشغيلية مستقرة، وإنشاء صندوق لدعم الثقافة والفنون، إضافة إلى إصدار قرارات محلية لحماية المعالم التاريخية ومنع الاستحواذ أو التغيير في طابعها.

وأكد الموقعون أن "دعم الثقافة هو دعم للسلام، والهوية، والإنسان"، مشددين على أن عدن التي كانت منارة للوعي لن تقبل أن تقبر وهي حيّة.