> «الأيام» غرفة الأخبار:

تداعى مسلحون ينتمون لإحدى أبرز القبائل اليمنية بمحافظة ذمار، على مدار اليومين الماضيين، إلى صنعاء للاحتجاج على اختطافات واعتقالات طالت نحو 30 شخصًا من أبناء قبيلتهم.

واعتُقل هؤلاء لرفضهم الانصياع إلى ابتزازات ضريبية جديدة فرضتها عليهم ميليشيا الحوثي، فقابلت الأخيرة رفضهم باختطافهم، فيما وصفت مصادر قبلية يمنية، لموقع "إرم نيوز" الإماراتي، الوضع الراهن في صنعاء بـ"المتوتر والمحتقن".

وأشارت إلى أن رجال قبائل الحداء اقتحموا جنوبي محافظة صنعاء، لمطالبة الحوثيين بإخلاء سبيل وإطلاق سراح أبناء القبيلة التي قامت باحتجازهم، فضلًا عن التراجع عن ما فرضته من رسوم وضرائب مالية على السيارات التابعة لبائعي القات والقادمة من مديرية الحداء إلى صنعاء".

وما جعل الأمر يبدو مختلفًا هذه المرة، ويشهد حالة من التصعيد غير المسبوق، أن قبائل الحداء دخلت صنعاء مُدجّجةً بأسلحتها من خلال تدفق العديد من السيارات، وفق حديث المصادر.

وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر متطابقة بأن "رجال قبائل الحداء تعهدوا باستمرار تحركاتهم المسلحة إلى داخل صنعاء، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، والمتمثلة بالإفراج عن أبناء القبيلة وإلغاء فرض الرسوم الجديدة".

وأشارت إلى أن المجاميع المسلحة القبلية وصلت إلى صنعاء، في ظل انتشار الأطقم العسكرية والحواجز الأمنية التابعة للحوثيين على طول الطرقات الرابطة والمحيطة، إلا أنها عجزت عن منعهم من الوصول إلى صنعاء.

واتهمت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات جماعة الحوثي باختطاف نحو (30) مواطنًا، يوم السبت، يعملون في بيع القات من أبناء قبيلة الحداء بمحافظة ذمار، في نقطة سيّان التابعة لمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، على خلفية احتجاجات متكررة ضد الجبايات غير القانونية التي تفرضها مصلحة الضرائب الحوثية في النقطة ذاتها.

وأشارت الشبكة، في بيان أوردته عبر حسابها على منصة "إكس"، إلى أن "الميليشيا الحوثية قامت بنقل المختطفين إلى سجون سرية غير معروفة، في إطار حملة قمع تستهدف حرية التعبير والحق في إبداء الرأي إثر رفضهم دفع مبالغ باهظة، ضرائب على القات".

بدأت تلك التحركات تأخذ منعطفًا مغايرًا مع اليمنيين، إذ ذهب البعض إلى البناء حول ذلك، من خلال التفاؤل بقرب تحرك قبلي مسلح من داخل المحافظات والمناطق الخاضعة لنفوذ الحوثيين في وجه الميليشيا، لا سيما أنه يأتي هذه المرة من قبيلة تنتمي لمحافظة مثل ذمار، تحمل ثقلًا وبعدًا جيوسياسيًا بالنسبة للحوثي.

وبدأ تدفق رجال القبائل بسياراتهم في موكب مهيب، إذ سارت في الوقت ذاته المئات من السيارات المُحملة بآلاف الرجال، في مشهد نادر الحدوث.

ذلك الكم الهائل والعدد الكبير لرجال قبيلة واحدة، جعل أحد الناشطين على منصة "إكس" يشير إلى ذلك من خلال تساؤله: "هذه قبيلة يمنية واحدة، فكيف لو تحركت جميع القبائل دُفعة واحدة؟".

بينما علّق عبدالفتاح صالح على ذلك التحرك الكبير بقوله: "ما حدث اليوم ليس مجرد احتجاج، بل إنذار قبلي مدوٍ بأن عهد الذل قد ولّى".

وتتزامن تحركات رجال قبيلة الحداء مع مواجهات مُسلحة اندلعت بين إحدى قبائل محافظة الجوف في مديرية خب والشعف إلى الشمال من المحافظة الواقعة شمال شرقي البلاد، في وجه الحوثيين، إزاء تجاوزات حوثية للاستحواذ على أراضي أبناء القبيلة، فضلًا عن تأجيج نار الفتنة بين القبائل المتجاورة، ومحاولتهم إشعال فتيل الصراع من خلال الوقوف مع قبيلة على حساب قبيلة أخرى، وفق تقارير يمنية.

وذكر موقع "الساحل الغربي" التابع للقوات اليمنية المشتركة: "اندلعت اشتباكات عنيفة بين قبيلتي (ذو محمد) و(ذو حسين)، وسط تصاعد الاتهامات لميليشيا الحوثي بتأجيج الصراع القبلي لتحقيق مكاسب سلطوية، ضمن خطة ممنهجة لتفكيك النسيج القبلي الراسخ وإعادة تشكيل خريطة النفوذ بما يخدم مشروعها الطائفي".

واستعرض إعلام الساحل الغربي، نقلًا عن مصادر قبلية، تفاصيل الأحداث، إذ قال: "تعود جذور التوتر إلى نزاع قديم، تجدد قبل أيام عقب احتشاد متبادل بين القبيلتين بسبب خلاف على أراضٍ في منطقة (اليتمة)".

وأضاف: "تدخلت ميليشيا الحوثي بفرض انسحاب قبيلة (ذو محمد) مقابل وعود بإلزام (ذو حسين) بالاحتكام للشرع وإزالة الاستحداثات"، مشيرة إلى "أن المواجهات اندلعت مجددًا مساء الجمعة في منطقة (سلبة) غرب مدينة (اليتمة) وشهدت تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة".

وأفاد: "وسط هذا التصعيد قُتل القيادي الحوثي محسن مهدي الشريف المُنتحل صفة مدير أمن الجوف، برصاص مسلحين قبليين في الهجوم المسلح"، "ما يُنذر بانفجار أوسع في خريطة الصراع لا يقتصر على أطراف القبيلة فقط، بل يشمل تدخلًا مباشرًا من الميليشيا الحوثية نفسها"، وفق قوله.