لا نختلف كثيرا مع الشاب هاني علي سالم البيض في عرض الحالة السيئة التي يكابدها المواطنون في كل المحافظات التي زارها الأخ اللواء عيدروس قاسم الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي، بتلك المواكب الفخمة والضخمة والمكلفة جدا، في ظل أوضاع معيشية تصل أحيانا إلى حدود الفاقة والمجاعة لشعب أبي، لم يصل يوما إلى ما وصلت إليه حالته الراهنة.
نختلف مع الابن هاني البيض في أن يطلب من الانتقالي الرحيل من حضرموت والمهرة على أسس مناطقية أو للحالة الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها محافظة حضرموت والمهرة، وهي حالة مشتركة تعاني منها كل محافظات الجنوب، وكان على الانتقالي وقياداته المتصدرة للمشهد السياسي، ومنذ عقد من الزمان على تحرير الجنوب من عدوان الحوثي - الإيراني، أن يكون قد حل المعضلات المرتبطة بحياة المواطنين أو أنه -على الأقل- ملتحم بهذه الجماهير في مأساتها اليومية المخيفة والمتفاقمة، لكن ذلك لم يحدث، لكن ذلك لا يعطي مبررا للابن هاني أو سواه أن يتحدث عن حل المشكلات القائمة عن طريق تجزئة الوطن والعمل على تشظيه بوعي أو غير وعي، مع قناعتنا التامة أن التصدي للعقبات وحل المشاكل يجب أن يتم بإرادة جمعية لكل أبناء ومكونات الجنوب دون احتكار من جهة أو تنظيم أو جبهة أو حزب، وبعيدا عن الشعارات السابقة التي ألحقت بالوطن كوارث فادحة في تاريخنا القريب مثل: كل الشعب جبهة قومية، أو الحزب ضمير وعقل وشرف الشعب.
مع إفساح المجال للقوى الوطنية المتنوعة وفق أسس الشفافية والديمقراطية أن تلعب دورها الإيجابي على مستوى المركز أو المحليات بشكل متكافئ ومتوازي لا تطغى فيه منطقة على عموم الوطن، أو فئة أو قبيلة أو عشيرة بالاستحواذ على المقدرات أو السلطة التي يجب أن تكون ديمقراطية شرعية بنصوص القانون والدستور ووفق المفاهيم العصرية التي اتفق عليها عالم اليوم.
ستظل حضرموت بواديها وساحلها وصحرائها كما هي المهرة التاريخ والأصالة جزء أصيلا وثابتا في بنيان وطننا العظيم.
والله من وراء القصد.