نسخ الأنظمة السياسية قد يؤدي إلى عدم الاستقرار، فالنظم التي قد تنجح في بيئة معينة قد تفشل تمامًا في أخرى، مما يسبب صراعات داخلية واحتجاجات شعبية.
أصدر عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القرار رقم (10) لعام 2025م بشأن تشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي، و رقم 10 يحمل ذكريات سئية في نفوس أبناء عدن لان في العام 1968 تم اصدار قرار يحمل رقم 10 والذي حمل في طياتة أوامر بفصل 163 موظف من الكوادر المدنية والامنية من أبناء عدن ومنعهم من ادارة مدينتهم ، وتعيين بدلا عنهم قادمون من الأرياف غالبيتهم من حملة السلاح وليس الشهادات.
لو استمرت السلطة بعد الاستقلال عن بريطانيا السير باتفاق الشراكة بين عدن والمحميات ما كان صدر قرار رقم 10 لعام 2025، لكن رفاق الامس ذوي الغالبية الريفية هم من دمروا هذه الأسس في الماضي واليوم هناك خطر من عودة مفهوم المشيخة الى المحافظات الجنوبية لان المشايخ سوف يحاولون استعادة نفوذهم ومناطقهم.
المشايخ والسلاطين قد يتجاهلون أصوات المواطنين ويعززون من سلطتهم على حساب العملية المدنية وهذا سيؤدي إلى تفشي الفساد والمحسوبية، حيث سيتم تفضيل الأقارب والمعارف على الكفاءات الوطنية.
هل يدرك رئيس المجلس الانتقالي ان عودة المشيخة إلى السلطة المدنية قد تُهدد السلم والمبادئى المدنية ، فالمشيخات تعتمد على الولاءات القبلية والعائلية بدلاً من الولاءات الوطنية.
عودة المشيخة إلى السلطة قد يؤدي إلى تآكل مؤسسات الدولة المدنية وتراجع دورها و تحويل السلطة من المؤسسات الحكومية إلى الأفراد الذين يمثلون المشيخات، مما يُضعف من القوانين ويعزز من الفوضى.
المشيخة حاليا سوف تسهم في تعزيز الانقسامات الاجتماعية والطائفية ، فالمشيخات عادةً ما تمثل قبائل معينة أو فئات اجتماعية معينة، مما قد يؤدي إلى تهميش الآخرين و في المجتمعات التي تعاني من انقسامات عميقة مثل وضعنا الان قد يعتبر هذا التوجه تهديدًا لوحدة المجتمع الهشة مما يزيد من احتمالية النزاعات الداخلية.
يجب أن يكون هناك حوار شامل يضم جميع الأطراف بما في ذلك المجتمع المدني والأحزاب السياسية، يجب أن تكون هناك آلية تمثيل جميع الفئات والمصالح، لضمان عدم تفاقم الأزمات وخلق بيئة مستقرة.
المشيخة التي نجحت في دول الخليج كانت منذ بداية استقلال هذه الدول التي ربطت منذ اول يوم للاعتراف بها دوليا بين الهوية الثقافية والتاريخية وبين التحديث والتنمية، والشيوخ هناك رمزًا للوحدة والقيادة وقد نجحوا في تحويل الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز إلى مشاريع تنموية داخلية وخارجية مستدامة.
كل نظام سياسي يتشكل بناءً على ظروف تاريخية وثقافية واجتماعية فريدة، وعندما تُنسخ هذه الأنظمة دون مراعاة الخصوصيات المحلية، يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.