> «الأيام» عن العرب اللندنية
يُسند التحالف العربي الداعم للسلطات الشرعية اليمنية ضغوطه العسكرية الشديدة على الحوثيين في الحديدة وغيرها من جبهات القتال بمواقف سياسية واضحة من عملية السلام، وأسسها واشتراطاتها ساهمت في تضييق هامش المناورة على المتمرّدين، ومحاولتهم الاستفادة من حراك المبعوث الأممي مارتن جريفيثس لربح الوقت والتقاط الأنفاس على الميدان.
وختم المبعوث الأممي إلى اليمن، الخميس، جولة من الحراك الكثيف والاتصالات مع الأطراف اليمنية، بتقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي الذي جدّد “دعمه الكامل للجهود التي يبذلها مارتن جريفيثس، من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة”.
وكرّر جريفيثس بعد مغادرته صنعاء، حيث أجرى محادثات مع قيادة جماعة أنصار الله الحوثية، تفاؤله بالسلام، دون إشارة واضحة إلى استجابة الحوثيين لأي من شروط الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها.
وبدا أنّ الاهتمام العاجل للمبعوث الأممي منصبّ على منع استكمال الحسم العسكري لمعركة الحديدة تحت عناوين إنسانية لا يعترض عليها التحالف العربي، ولكنّه في المقابل يطالب بتحميل المتمرّدين الحوثيين مسؤولياتهم بشأن الحفاظ على أرواح المدنيين ومرافق المدينة، بالانسحاب الطوعي منها.
وجدّد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التأكيد على شرط انسحاب الحوثيين من المناطق اليمنية التي يحتلونها، لإفساح المجال أمام تسوية سياسية للملف اليمني، مذكّرا بأنّ وجود التحالف العربي في اليمن جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وبرز الدور الإماراتي بشكل استثنائي في صنع تفوّق نوعي ساحق على المتمرّدين الحوثيين في معركة الساحل الغربي، حيث نجحت القوات الإماراتية في تحقيق التناغم والتنسيق بين قوات متعدّدة تتألف خصوصا من المقاومة التهامية، والمقاومة الوطنية “حرّاس الجمهورية”، وقوات العمالقة.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية نشرت الجمعة: “نرحب ونواصل دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن جريفيثس، من أجل التوصل إلى حل سياسي في اليمن. والانسحاب الكامل من قبل مليشيا الحوثي من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة هو المطلوب لتسريع هذا، تماشيا مع قرار الأمم المتحدة رقم 2216”.
وأضاف “إن الشعب اليمني يعتبر الحوثيين قوّة محتلة، وخرقوا القانون الدولي لحقوق الإنسان بتجنيد أطفال للحرب وزرع العبوات الناسفة والألغام بشكل عشوائي في المناطق السكنية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية”.
كما ذكّر الشيخ عبدالله بن زايد بأنّه “في السنوات الثلاث الأخيرة فقط، خصص التحالف ما يقرب من 15 مليار دولار لدعم شعب اليمن”، مؤكدا: “نواصل العمل عن كثب مع الحكومة اليمنية الشرعية والمنظمات غير الحكومية الدولية لتحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاع، وضمان المرور الآمن للمدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، بما في ذلك الطرود الغذائية والمساعدات الحيوية الأخرى للمحتاجين”.
وعلى مدار الحملة العسكرية لتحرير محافظة الحديدة، أرفقت كلّ من الإمارات والسعودية جهدهما العسكري بجهد إنساني لإغاثة السكان من خلال إقامة جسور جوية وتسيير قوافل برية ورحلات بحرية لإيصال مساعدات عاجلة لسكان المحافظة بهدف تخفيف تبعات الحرب عنهم.
وتواصلت الجمعة حملة تحرير محافظة الحديدة محققة تقدّما جديدا في مديرية التحيتا بجنوب المحافظة التي أحكمت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي سيطرتها على مركزها بعد معارك أسفرت عن مقتل العشرات من مسلحي جماعة الحوثي.
وأضافت أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة تمكنت من قطع الطريق الرابطة بين مديريتي زبيد والتحيتا بعد عملية التفاف ناجحة ضمن عملية عسكرية واسعة وكبيرة باتجاه مدينة الحديدة، قطعت على إثرها شريان إمداد الميليشيات داخل مركز المديرية ومحاصرتها من محورين في جبهة الساحل الغربي لليمن، ليسرّع ذلك سقوط العديد من جبهاتها.