> «الأيام» عن «العربي»
مِن علي المعمري إلى أمين محمود وصولاً إلى نبيل شمسان مؤخراً يتنقل منصب محافظ تعز، وسط حزمة من الاستفسارات عن سر هذا التعيين والتنقل لهذا المنصب، ولماذا كل تعيين ينتهي بالإقالة والوصول إلى طريق مسدود في نهاية المطاف. ولكن طبقاً للمؤشرات العامة فإن «منصب محافظ تعز يقف وراءه صراع خفي بين القوى السياسية والعسكرية التي فرضت وجودها منذ بداية الحرب، والتي على إثرها تحولت تعز إلى ساحة مواجهة وساحة لتقاسم النفوذ، في ظل صراع يتفاقم ويتطور يومياً على مخصصات الحروب وغنائم السلام».
عام واحد تقريباً، كانت هي فترة المحافظ أمين محمود، والكثيرون لا يزالون يتذكرون الحديث الأول لهذا المحافظ، وفي أول ظهور له بعد التعيين بأيام، وهو يقول إن «التحرير قضيته الأولى والأساسية وأن إصلاحاً واسعاً وطويلاً سيحل في المدينة، وأن أبناء المدينة أمام فترة سلام واستقرار»، مشيرا إلى «حجم الدعم والتمويل الذي سيقدم».
فـ «بعد ساعات فقط من عودته من الأردن ووصوله إلى عدن، عرف خالد فاضل قرار إقالته من خلال تطبيق الـ«واتس اب وكان له بمثابة الصدمة»، طبقاً لمصادر مقربة منه، وفي مكتبه.
المصادر الخاصة، وهي سياسية وعسكرية كشفت عن أن «تعيين محافظ جديد لتعز كان مطروحاً منذ أشهر، بما في ذلك قائد المحور، ولكن التعيين والإقالة تمت من باب المقايضة، ففي حين كان تغيير قائد المحور خالد فاضل أمراً حتمياً وكان لا بد منه، اشترط حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يحسب عليه فاضل، أن يتم تغيير المحافظ إذا ما أريد تغيير قائد المحور». يذكر أن تغيير قائد المحور كان قد طرح بعد تعيين أمين محمود محافظاً لتعز بأسابيع، وكان هذا الشرط مطروحاً، ولكن وبحكم أن الرجل المعين لم يمر على تعيينه سوى أسابيع تم تأجيل الخطوة إلى الآن.
مصادر كشفت عن أن «أمين محمود لم يكن يتوقع أن قرار الإقالة سيسبق عودته إلى تعز من إحدى الدول الأوربية». وكشفت المصادر الخاصة، عن أن المحافظ «كان قد حجز تذكرة سفره وكان على وشك السفر والعودة إلى عدن، ولكن القرار سبق العودة بشكل مفاجئ، ما جعل المحافظ يلغي تذكرة سفره والبقاء في مكانه».
وعن أبعاد القرار، تقول المصادر الخاصة في قيادة المحور العسكرية إن «التقاسم استمر على ما هو عليه في هذا التعيين، فنبيل شمسان المحافظ الجديد محسوب ومقرب من حزب المؤتمر الشعبي العام، ومن أبو ظبي، في حين أن سمير الصبري الذي صدر قرار تعيينه قائداً لمحور تعز خلفاً لخالد فاضل فهو ينتمي إلى حزب الإصلاح، والعملية واضحة أن التعيين من باب توزيع المناصب وتوزيع القرارات هنا وهناك فقط».
أما تعز فهي مدينة محاصرة وتعيش مناوشات وتوترات منذ أربعة أعوام. مدينة مقسمة إلى مربعات تسيطر عليها فصائل ومليشيات مسلحة، ووحدات عسكرية، وأجهزة أمنية تفتقر للإدارة وتفتقر للإمكانات وإدارة أمن لا تمتلك سوى طقمين عسكريين فقط.