> «الأيام»
المجالس بالأمانة
انقطع عبد الملك بن مروان عن أصحابه فانتهى إلى أعرابي فقال له: أتعرف عبد الملك؟
قال ويحك أنا عبد الملك بن مروان.
قال: لا حياك الله ولا بيَّاك، ولا قرَّبك. أكلت مال الله، وضيعت حرمته.
قال: لا رزقني الله نفعك ولا دفع عني ضرك.
قال: يلحق عنده بالخطاب، ويتغير الحكم به، ولو بعد زمان.
فقال: رأي ابن عباس يفسد عليك بيعتك؛ لأن من حلف لك وبايعك يرجع إلى منزله فيستثني.
فانتبه الرشيد وقال: إياك أن تعرف الناس مذهبه في ذلك واكتمه.
انقطع عبد الملك بن مروان عن أصحابه فانتهى إلى أعرابي فقال له: أتعرف عبد الملك؟
قال: نعم، جائر بائر.
قال: لا حياك الله ولا بيَّاك، ولا قرَّبك. أكلت مال الله، وضيعت حرمته.
قال عبد الملك: ويلك، أنا أضر وأنفع.
فلما وصلت خيله قال: يا أمير المؤمنين أكتم ما جرى فالمجالس بالأمانة.
سيفسد عليك بيعتك !
استدعى الرشيد أبا يوسف القاضي، وقال له: كيف مذهب ابن عباس في الاستثناء؟ قال: يلحق عنده بالخطاب، ويتغير الحكم به، ولو بعد زمان.
فقال: عزمت عليك أن تفتي به ولا تخالفه.
فانتبه الرشيد وقال: إياك أن تعرف الناس مذهبه في ذلك واكتمه.