> «الأيام» عن «العرب»
عودة حزب الإصلاح الإخواني إلى إشعال المواجهات داخل مدينة تعز يظهر أنّ الحملة العسكرية التي دشنّها الحزب قبل أسابيع ضدّ خصومه، ليست مجرّد عمل تكتيكي، إنّما هدفها السيطرة الكاملة على المدينة ذات الوزن والموقع الإستراتيجيين في إطار عملية إعادة تموضع في اليمن تحاول جماعة الإخوان المسلمين إتمامها بدعم قطري، وفي إطار صراع يتجاوز حدود البلد بحدّ ذاته إلى المنطقة ككلّ.
فقد عاد التوتّر مجدّدا إلى مدينة تعز مركز المحافظة اليمنية التي تحمل نفس الاسم، وذلك بسبب نشاط ميليشيا تابعة لحزب الإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، تحمل اسم «الحشد الشعبي» وتقول المصادر إنّها مموّلة بسخاء من قبل قطر، وتمّ رفدها مؤخرا بمزيد من المقاتلين والأسلحة لتكون القوّة الضاربة للحزب في المحافظة ذات الوزن السكّاني الكبير والموقع الإستراتيجي المطلّ على مضيق باب المندب.
ودشّن الحزب منذ أسابيع عبر ذراعه العسكرية حملة للسيطرة على المدينة مستهدفا أكبر خصومه هناك وفي مقدّمتهم كتائب أبي العباس، وهو فصيل من المقاومة السلفية منخرط في جهود تحرير المناطق اليمنية من الحوثيين بقيادة عادل عبده فارع.
وقتل، أمس الأول الخميس، طفلان وأصيب العشرات من الأشخاص بجروح في اشتباكات جديدة اندلعت في المدينة. وقال مسؤولون محلّيون إنّ المواجهات بالأسلحة الرشاشة ترافقت مع قصف مدفعي بالأسلحة الثقيلة.
وأكّد أطباء في مستشفى الثورة في المدينة تلقي جثتي طفلين، إضافة إلى معالجة العشرات من الجرحى، بينهم مدنيون.
وأوضح أكرم الشوافي، وهو ناشط حقوقي، أنّ «سكّان المدينة القديمة، إحدى مناطق مدينة تعز، أطلقوا نداء استغاثة لإخراج الجرحى المدنيين وسط الأحياء نتيجة القصف»، محذّرا من أنّ «المدينة القديمة تشهد مجزرة حقيقية».
وبينما يقاتل الإخوان للسيطرة على المدينة، يفرض المتمردون الحوثيون الذين يقاتلون القوات الحكومية منذ نحو خمس سنوات حصاراً على تعز.
وبينما كانت المعارك مندلعة، الخميس في تعز، بادر الحوثيون بتنفيذ قصف عشوائي على بعض أحياء المدينة، حيث أسفر سقوط قذيفة مدفعية على إحدى المدارس عن مقتل طالبة وجرح خمس أخريات.
وامتدت مواجهات الخميس إلى حي الجمهوري وشارع التحرير الأعلى، مطلقة موجة نزوح سكّاني. وبحسب شهود عيان، فقد بادرت ميليشيا «الحشد الشعبي» الإخوانية بقصف أحياء في تعز بشكل عشوائي، وقال الناشط الجنوبي والوجيه القَبلي جمال بن عطاف عبر تويتر «كافة مساجد وبيوت المدينة القديمة ترفع أصواتها بحسبنا الله ونعم الوكيل، بعد هجوم بكافة الأسلحة من قبل ميليشيا الحشد الشعبي التابعة للإخوان»، كما أرفق تغريدته بشريط فيديو يظهر الدخان متصاعدا من عدد من أبنية تعز.
وتصف المصادر المحليّة الوضع القائم في مدينة تعز بأنّه «مخيف وينذر بفوضى أمنية عارمة».
وباشرت تلك القوات بالفعل عمليات ملاحقة لخصوم الإخوان من سياسيين، وأيضا من مقاومين مسلّحين مشاركين في مواجهة المتمرّدين الحوثيين.
وأقدمت ميليشيا الإخوان خلال الفترة الماضية على إحراق مقرّ لحزب المؤتمر الشعبي العام والتحرّش بمنازل بعض من أعضائه من خلال إطلاق النار باتجاهها، فيما داهمت عناصرها مقرّات تابعة للسلفيين من بينها إذاعة محلّية ناطقة باسمهم ودمّرت محتوياتها.