فبينما أشار أول بيان صدر أمس الجمعة عن وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح إلى ”نتائج مثمرة لمباحثات“ جرت في الفترة الأخيرة، وتأكيد ”كافة الأطراف“ على حرصهم للوصول إلى اتفاق نهائي ينهي الأزمة الخليجية، قال نائب الوزير نفسه خالد الجار الله بعد ذلك بقليل لقناة ”الشرق“ السعودية: إن ”صفحة الخلاف قد طُويت“.
تطابق في التحفظ
بعد بيان وزير الخارجية الكويتي وتصريح نائبه، جاء تعليق سريع لوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، عبر تغريدة على تويتر، رحب فيها الوزير القطري بتحفظ ببيان دولة الكويت، معتبرا إياه: ”خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية“.
وبنفس الصيغة تقريبا، غير الجازمة بحل الخلاف، علق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على البيان الكويتي بتغريدة، قائلا: ”ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة“.
حتى لو تحرك قطار المصالحة الخليجية ربع خطوة أو سنتيمترا واحدًا إلى الأمام فهو مصدر سعادة لكل كويتي قطري بحريني سعودي اماراتي عماني يؤمن بالتعاون الخليجي وبالمصير الخليجي المشترك، لكن لا ننسى ان قطار المصالحة تقدم خطوة إلى الأمام قبل سنة ثم انتكس سريعا بسبب تعنت الأشقاء في قطر
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 4, 2020
وأحدثت صيغ بيانات أطراف الأزمة ارتباكا بين المتابعين، حيث لم تتبين حتى الآن الخطوة القادمة، ولم يعرف على وجه الدقة ما الذي تحقق على طريق المصالحة بين دول الرباعية العربية (السعودية الإمارات البحرين) ودولة قطر.
هل حصلت مصالحة "خليجية"؟ هكذا شاع ليلة البارحة. لكن البيانات الرسمية لا تحمل أي مؤشر على مصالحة. في البيان الكويتي يعرب أمير البلاد عن سعادته .. للجهود المستمرة والبناءة للتوصل إلى الاتفاق النهائي. جهود مستمرة وليس اتفاقا. في جريدة الرياض اليوم إنزوى الخبر في صفحاتها الداخلية.
— خالد الدخيل (@kdriyadh) December 5, 2020
ويضيف: ”لم يحصل أي اجتماع بين طرفي الأزمة، فبين من حصلت المصالحة ”الخليجية“؟ لن تتم هذه المصالحة والسياسة التي وضعها الأمير الوالد وحمد بن جاسم لا تزال معتمدة في قطر. تعتمد الدوحة على ثروتها من الغاز لتمويل حمايتها الأميركية والتركية. والدول الأخرى ليست في عجلة من أمرها. الأزمة باقية“.
وشرح الدخيل في تغريدة أخرى تصريحات وزير الخارجية السعودي بالقول: ”تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل الفرحان يقول“هناك تقدم، ونأمل في خلاصة مرضية لجميع الأطراف.“والتقدم تطور في اتجاه مصالحة، وليس مصالحة. ويضيف: ”الأولوية الآن لإعادة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة“ كسبيل وحيد للتطبيع مع إسرائيل“.
وفي محاولة لقراءة المشهد، علق أحد المغردين على تويتر بالقول: ”تبدو البيانات الصادرة عن الكويت (وكأن) المصالحة الخليجية قد أنجزت أو كادت، وكأنها نوع من الضغط الدبلوماسي على أطراف الأزمة لتسريع الخطوات والإصرار على عدم العوده إلى الوراء، في حين أن أصحاب العلاقه المباشرين لا يقولون سوى أن هناك تقدما في المباحثات“.