> عدن "الأيام":

​استقبل رئيس مجلس الوزراء د. معين عبدالملك، اليوم الخميس، في العاصمة عدن، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، والوفد المرافق له.

جرى خلال اللقاء استعراض الشراكة الإستراتيجية بين اليمن ومجلس التعاون، وأهمية تفعيل التعاون في كافة المجالات، بما في ذلك استئناف دور اللجنة العليا المشتركة، وقيادة جهود دول الخليج لدعم اليمن سياسيا واقتصاديا وتنمويا بما يتناسب مع الأولويات في المرحلة الحالية، وتنفيذ الاتفاقات السابقة.

وركز اللقاء على التحركات الأممية والدولية لإحلال السلام في اليمن وجهود الوساطة التي تقودها المملكة العربية السعودية لتجديد الهدنة والبناء عليها لاستئناف العملية السياسية، والتعاطي الإيجابي للحكومة مع هذه الجهود، مقابل استمرار رفض مليشيا الحوثي الإرهابية والرد على ذلك بمزيد من التصعيد العسكري واستهداف المدنيين.

وتبادل رئيس الوزراء مع أمين عام مجلس التعاون، وجهات النظر حول الوضع الاقتصادي والإنساني على ضوء المستجدات الأخيرة والدعم المطلوب لمساندة الحكومة في التعامل مع هذه الملفات، واستمرار الدور الفاعل والايجابي للأمانة العامة لمجلس التعاون في مساندة الشعب اليمني خلال الفترة الحالية والمستقبلية، ودعم جهود التوصل الى حل سياسي وفق مرجعيات الحل المتوافق عليها محليا والمؤيدة إقليميا ودوليا.

وأشاد رئيس الوزراء، بدعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للحكومة وإسناد جهودها في التعامل مع المستجدات الراهنة في ضوء المتغيرات الأخيرة، على مختلف الأصعدة، والحرص على إعادة ترتيب ملفات التعاون المشترك، بحسب الأولويات الملحة.. لافتا الى التحديات الماثلة امام الحكومة وخطط التعامل معها والدعم المطلوب من الاشقاء في دول مجلس التعاون وشركاء اليمن في التنمية لتجاوزها.

وتطرق عبدالملك، الى مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية في الجوانب السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والخدمية، وأولويات التعامل معها.. لافتا الى أهمية تنسيق الجهود المشتركة لحشد الدعم للحكومة للقيام بواجباتها، خاصة في جانب الدعم الاقتصادي، وتخصيصه بحسب الأولويات العاجلة.

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على الموقف الثابت لمجلس التعاون بشأن دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض.. منوها بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في هذا الشأن.

كما أكد دعم المجلس وامانته العامة للحكومة والإصلاحات الاقتصادية والخدمية التي تنفذها، واهمية حشد كافة القدرات لتخفيف المعاناة الانسانية عن الشعب اليمني.

وأوضح أن هذه الزيارة تأتي بدعوة كريمة من الحكومة اليمنية وبتكليف من وزراء خارجية دول مجلس التعاون، للاطلاع عن قرب على الاحتياجات القائمة واولويات الدعم خلال الفترة الراهنة والمستقبلية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.. ناقلا لرئيس الوزراء تحيات القيادة الخليجية.

وأكد البديوي الالتزام بدعم عدد من المشاريع التنموية خصوصاً المتعثرة بسبب الحرب والعمل على حث الدول والصنادق العربية والانمائية لاستئناف الدعم المتوقف والمساهمة في إطلاق التمويلات في الصناديق الخليجية والعربية.. لافتا إلى أهمية استئناف عمل المكاتب التنفيذية التنسيقية التابعة لمجلس التعاون وتفعيل ملفات التنمية والعمل على تسريع المشاريع.

حضر اللقاء وزيري الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد بن مبارك، والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب، ومدير مكتب رئيس الوزراء المهندس أنيس باحارثة، ورئيس الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين الدكتورة افراح الزوبة، ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات، الدكتور عبدالعزيز العويشق، ومبعوث الأمين العام الى اليمن مدخل الهذلي، ورئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي الى اليمن سرحان المنيخر، ومستشار الأمين العام فهد المطيري، ومدير إدارة الشؤون الاستراتيجية محمد سالمين.

إلى ذلك عقد وزير الخارجية وشئون المغتربين د. أحمد بن مبارك، اليوم في العاصمة عدن، جلسة مباحثات مع أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.

جرى خلالها مناقشة العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، والأخذ بها إلى آفاقٍ أوسع وأكثر شمولية بما يعكس متانة العلاقات بين الجانبين.

وتطرق اللقاء الى مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن، وموقف الحكومة اليمنية تجاه تمديد الهدنة واستئناف عملية السلام والجهود الأممية والاقليمية المبذولة في إيقاف الحرب مقابل تعنت ميليشيات الحوثي الارهابية واصرارها على استمرار الحرب وانتهاكاتها بحق الشعب اليمني.


وأكد الجانبان على أهمية المساهمة الفاعلة من قبل مجلس التعاون الخليجي في تحقيق الامن والاستقرار الاقتصادي واعادة الاعمار في اليمن وتلبية احتياجاته وبذل مزيد من الجهود في دعم برنامج الحكومة اليمنية للتعافي الاقتصادي، مشيدا بدعم المملكة العربية السعودية للموازنة العامة للدولة وسد العجز المترتب على توقف صادرات النفط.

وثمن اللقاء كافة الجهود التنموية والاغاثية التي تقدمها المنظمات الخليجية المختلفة وعلى رأسها برنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية والجمعية الكويتية للإغاثة ومنظمتي الهلال الأحمر الاماراتي والقطري في انعاش الاقتصاد اليمني والتخفيف من معاناه المواطنين.

كما اكدا العزم على أهمية الإسراع بانعقاد اللجنة الفنية المشتركة لتحديد الاحتياجات التنموية لليمن ومناقشة المشاريع التنموية المتعثرة وحث الصناديق الخليجية لتأجيل سداد القروض او إعادة جدولتها تقديرا للوضع الاقتصادي التي تمر به بلادنا.

واشاد بن مبارك بدعم الجانب الخليجي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وبزيارة الوفد رفيع المستوى الى عدن والتي تحمل رسالة قوية وإيجابية الى المجتمع الدولي والاقليمي لعودة تطبيع الاوضاع والاستقرار في عدن ودعم جهود الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاقتصادية وتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني.

من جانبه عبر أمين عام مجلس التعاون الخليجي عن عمق ومتانة العلاقات اليمنية الخليجية الذي يحكمها الجوار الجغرافي والتاريخ والمصير المشترك مستندة على الترابط الاجتماعي والسياسي والثقافي.. مجدداً موقف مجلس التعاون الخليجي الثابت والداعم للشرعية الدستورية وحرصهم على وحدة اليمن وامنه واستقراره وسلامه اراضيه ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية ودعم الجهود الرامية لإحلال السلام في اليمن والمنطقة.

وفي نهاية اللقاءات الرسمية التي اجراها الأمين العام مع قيادة الدولة اقام الجانبان مؤتمرا صحفياً مشتركاً في مقر قصر المعاشيق امام وسائل الاعلام المختلفة تناولا مستوى العلاقات الثنائية بين اليمن ومجلس التعاون الخليجي ورغبتهما المشتركة في تعزيزها وتطويرها الى افاق أوسع.