تابعنا موضوع (العملية) الأمنية المشتركة بين أجهزة الأمن في العاصمة عدن وبمشاركة أمن أبين بقيادة العميد أبو مشعل الكازمي؛ وما قد حققته من نجاح كبير حتى الآن وهو محل تقدير وترحيب كل الأوساط السياسية والاجتماعية الجنوبية؛ ونأمل لأبطال أمننا الجنوبي التوفيق والنجاح حتى الوصول إلى الخاتمة المطلوبة؛ وكشف ملابسات الجريمة ومن يقف خلفها وتقديم المتورطين فيها للعدالة لينالوا عقابهم الرادع والمستحق ووفقاً للقانون.
وإن كنا نتفهم جيدًا لمثل هذا الأمر - العملية الأمنية المشتركة - وأسبابها ودوافعها التي تطلبت ذلك؛ ولكن لا ينبغي أن يصبح ذلك قاعدة متبعة؛ فغدًا وعندما يتم اختطاف أي مواطن جنوبي ومن أي محافظة جنوبية أو أي جريمة أخرى؛ فهل سيتم استدعاء قوات أمنية من هذه المحافظة أو تلك للاشتراك في أي عملية أمنية لملاحقة المجرمين والقبض عليهم ؟
ولهذا السبب ولغيره ندعو الجهات المعنية بالأمر ألا يتكرر ذلك مستقبلًا؛ بل ولا ينبغي إتباع هذا الأسلوب للهروب من المسؤولية المباشرة للأمن الذي تقع في نطاق مسؤوليته الأمنية والقانونية أي جريمة من الجرائم المخلة بالأمن والمزعزعة للأمن والاستقرار؛ وفي أي محافظة أو أي منطقة من مناطق الجنوب؛ وإن استدعت الضرورة ذلك وفي حالات استثنائية؛ فيمكن إشراك أمن المحافظة أو المنطقة المعنية بعملية التحقيق ومتابعة سير الإجراءات الخاصة بهذه الجريمة أو تلك التي تخص أحد أبنائها لتطمئن القلوب.
ونعتقد بأن هذه حالة استثنائية تمامًا وتمت تحت ضغط الرأي العام؛ ولقطع الطريق أمام الحملة الإعلامية والدعائية الكبرى وبث الشائعات والمعلومات والأخبار المفبركة؛ وهي حالة غير المسبوقة في مثل هكذا حالات؛ حيث تناغم فيها فعل وجهد كل الأطراف التي لها مصلحة في ذلك وبما ينسجم وأهدافها السياسية؛ والتي أراد أصحابها الدفع بالأمور وتحت تأثير إتباع طرق الشحن والتهييج؛ لأن تتحول قضية اختطاف المقدم الجعدني والتي أدانها الجميع؛ إلى فتنة يشتعل فتيلها بين أهلنا في الجنوب؛ بغية تحقيق أهدافهم الإجرامية والشيطانية.