كيف ستدير القُوَى المتصارعة صراعها في قادم الأيام إن لم نقل السنين؟
حلفاء ما قبل 26 مارس 2015 لم يعودوا هم حلفاء ما بعدها، حيث كشفت حرب السنوات الماضية منذ اندلاعها واقعًا سياسيًّا وعسكريًّا تمامًا مختلفًا عمّا كانت عليه.
الصراع العسكري كشف عن مشهد سياسي مختلفًا تمامًا عمّا كانت عليه التحالفات السياسية قبل الحرب وأثبت حقيقة واحدة عبر التاريخ وهي أنه لا تحالفات مبدئية في اليمن بالمطلق، وأن أصدقاء الأمس يمكن في أي وقت يمكن أن يصبحوا أعداءً، والعامل الأساسي في هذه التقلبات السياسية هو المال.
هناك قُوَى جديدة أخذت مكانها في المشهد السياسي وظهرت بقوة مع الحرب وبعدها، كما أن هناك اختفاء أو إضعاف قُوَى قديمة تبدلت فيها الصراعات والتحالفات في إتجاهات لا علاقة لها إلا في حدود المصالح السياسية الذاتية والاقتصادية الخاصة الآنية لتلك القوى.
هناك رأي عام إقليمي وعالمي ضاغط لوقف الحرب من دون شك، لكن توقف الحرب الآن دون انتصار واضح للشرعية يجعل مقترحات الحلول السياسية للصراع في نظر العالم بين أطراف متنازعة وبذلك يتم إسقاط صفة الصراع بين شرعية وانقلابيين، إن لم يكن قد بدأ هذا التعامل مع الصراع على هذا الأساس منذ اتفاق استكهولم مما يعني ان أي حلول سياسية سيفرضها العالم ستكون أول قراراتها إبعاد الأطراف المتصارعة الأساسية بما فيها رموز الشرعية عن الحلول المقترحة وتنصيب أطراف أخرى لا عِلاقة لها بأسباب الصراع.
هذا الواقع الجديد الناتج عن صراعات القُوَى المختلفة في اليمن دون الذهاب إلى جذور الصراع يعني فيما يعني إطالة أمده وبذلك إبقاء شبح الحرب قائم وحاضر في سلوك أطراف الصراع مما سيقود إلى توالد وإنتاج صراعات جديدة ستعصف بكل القوى القائمة سواء تلك التي في صنعاء أو في المهجر أو في عدن.
لقد كان تحالف علي عبد الله صالح والحوثيين نموذجا واضحًا لتحالف اللحظة التي تم وانتهى فيها بقتل صالح بالطريقة التي شهدها الجميع، ومما لاشك فيه أن هناك صراعات بين قُوَى متحالفة في بقايا الشرعية وداخل تحالف الحوثيين، حتى بين تيارات سياسية حزبية كالمؤتمر والإصلاح مرتبطة بالأزمة الإقليمية، وكذلك ما يجري في إطار مجلس القيادة الرئاسي حيث تتفاعل صراعات تلك القوى بكل وضوح فتظهر وتختفي بين فينة وأخرى، ومنها ما تجري من محاولات لتحويل سلطات المجلس الذي أنشئ على أساسها إلى شخص العليمي وتهميش أعضاءه.
في عدن لا زالت محاولات المجلس الانتقالي لإيجاد تفاهمات مع قوى جنوبية تشاركه نفس الهدف وتنازعه تنظيميا لم تتحول إلى واقع عملي، حيث لم تقبل تلك القوى وسائل عمل المجلس التي ترى فيها تهميش لها، إضافة إلى وجود قوى حزبية مرتبطة بالأحزاب اليمنية في صنعاء والمهجر تعمل بكل قوة على عرقلة المشروع الجنوبي وخلق الأزمات المستمرة في الجنوب.
هذا المشهد العام للوضع السياسي والعسكري للحرب والصراع في الجنوب واليمن، يؤكد أمرًا واحدًا هو أن أفق الاستقرار والسلام لا زال بعيد المنال وهو ما يطرح السؤال الكبير: كيف ستدير هذه القوى المتصارعة صراعها في قادم الأيام؟
حلفاء ما قبل 26 مارس 2015 لم يعودوا هم حلفاء ما بعدها، حيث كشفت حرب السنوات الماضية منذ اندلاعها واقعًا سياسيًّا وعسكريًّا تمامًا مختلفًا عمّا كانت عليه.
الصراع العسكري كشف عن مشهد سياسي مختلفًا تمامًا عمّا كانت عليه التحالفات السياسية قبل الحرب وأثبت حقيقة واحدة عبر التاريخ وهي أنه لا تحالفات مبدئية في اليمن بالمطلق، وأن أصدقاء الأمس يمكن في أي وقت يمكن أن يصبحوا أعداءً، والعامل الأساسي في هذه التقلبات السياسية هو المال.
هناك قُوَى جديدة أخذت مكانها في المشهد السياسي وظهرت بقوة مع الحرب وبعدها، كما أن هناك اختفاء أو إضعاف قُوَى قديمة تبدلت فيها الصراعات والتحالفات في إتجاهات لا علاقة لها إلا في حدود المصالح السياسية الذاتية والاقتصادية الخاصة الآنية لتلك القوى.
هناك رأي عام إقليمي وعالمي ضاغط لوقف الحرب من دون شك، لكن توقف الحرب الآن دون انتصار واضح للشرعية يجعل مقترحات الحلول السياسية للصراع في نظر العالم بين أطراف متنازعة وبذلك يتم إسقاط صفة الصراع بين شرعية وانقلابيين، إن لم يكن قد بدأ هذا التعامل مع الصراع على هذا الأساس منذ اتفاق استكهولم مما يعني ان أي حلول سياسية سيفرضها العالم ستكون أول قراراتها إبعاد الأطراف المتصارعة الأساسية بما فيها رموز الشرعية عن الحلول المقترحة وتنصيب أطراف أخرى لا عِلاقة لها بأسباب الصراع.
هذا الواقع الجديد الناتج عن صراعات القُوَى المختلفة في اليمن دون الذهاب إلى جذور الصراع يعني فيما يعني إطالة أمده وبذلك إبقاء شبح الحرب قائم وحاضر في سلوك أطراف الصراع مما سيقود إلى توالد وإنتاج صراعات جديدة ستعصف بكل القوى القائمة سواء تلك التي في صنعاء أو في المهجر أو في عدن.
لقد كان تحالف علي عبد الله صالح والحوثيين نموذجا واضحًا لتحالف اللحظة التي تم وانتهى فيها بقتل صالح بالطريقة التي شهدها الجميع، ومما لاشك فيه أن هناك صراعات بين قُوَى متحالفة في بقايا الشرعية وداخل تحالف الحوثيين، حتى بين تيارات سياسية حزبية كالمؤتمر والإصلاح مرتبطة بالأزمة الإقليمية، وكذلك ما يجري في إطار مجلس القيادة الرئاسي حيث تتفاعل صراعات تلك القوى بكل وضوح فتظهر وتختفي بين فينة وأخرى، ومنها ما تجري من محاولات لتحويل سلطات المجلس الذي أنشئ على أساسها إلى شخص العليمي وتهميش أعضاءه.
في عدن لا زالت محاولات المجلس الانتقالي لإيجاد تفاهمات مع قوى جنوبية تشاركه نفس الهدف وتنازعه تنظيميا لم تتحول إلى واقع عملي، حيث لم تقبل تلك القوى وسائل عمل المجلس التي ترى فيها تهميش لها، إضافة إلى وجود قوى حزبية مرتبطة بالأحزاب اليمنية في صنعاء والمهجر تعمل بكل قوة على عرقلة المشروع الجنوبي وخلق الأزمات المستمرة في الجنوب.
هذا المشهد العام للوضع السياسي والعسكري للحرب والصراع في الجنوب واليمن، يؤكد أمرًا واحدًا هو أن أفق الاستقرار والسلام لا زال بعيد المنال وهو ما يطرح السؤال الكبير: كيف ستدير هذه القوى المتصارعة صراعها في قادم الأيام؟