> الحوطة «الأيام» خاص:
اختتمت فعاليات المهرجان السنوي الأول (الوفاء لقميح) الذي نظمه خريجي الزمن الجميل من المدرسة تحت شعار: (وفاء الآباء للأبناء) لتكريم الرواد الأوائل من المنتسبين لمدرسة البدو الرحل قميح في الإدارة العسكرية والتربوية والموظفين والعمال وكافة الكوادر، بمهرجان تكريمي احتضنته ساحة مسرح مدرسة الشهيد قميح بحضور طلاب ومعلمين وكوادر من رواد ذلك الزمن، وشخصيات في المجلس الانتقالي، والسلطة المحلية ومجتمعية توافدوا للمشاركة في هذا الاحتفال التكريمي.

وأهم ما حملته هذه المناسبة من خلال ما تناولته كافة فقرات هذه الزيارة والمهرجان، التأكيد على حقيقية مدى حب وانتماء الجنوبيين لوطنهم وهويته وقيمه، وأعطت رسائل عدة أبرزها أن حب الوطن لن يكون إلا بحقيقة الانتماء له، ومواجهة التحديات التي تكاد أن تقف أمام الانتصار لتلك القيم، والمبادئ الوطنية التي يدافع عنها شعب الجنوب ويقدم التضحيات لتحقيقها، والدفاع عن تلك القيم التي تفوح منها أصالة الصدق، وعظيم الوفاء والعزة والكرامة وسمو المكانة لشعب الجنوب ورقي ثقافته ونموذجية هويته وعظمة تاريخه الضارب بجذوره أعماق الأرض الجنوبية، والتي ترسخت في وجدان أجيال ذلك الزمن والأجيال اللاحقة.

وكان خريجو طلاب مدرسة البدو الرحل قميح قد أطلقوا مبادرة لترتيب زيارة إلى مدرسة قميح، وتنظيم مهرجان تكريمي للرواد الأوائل من المنتسبين للمدرسة ممن عملوا في الحقل العسكري والتربوي وكافة الكوادر والإداريين والموظفين والعمال، وبدأت المبادرة لأولئك الطلاب الخريجين الذين غادروا المدرسة منذ أكثر من ثلاثين عام من أبناء الضالع ويافع وردفان من خلال تأسيس ملتقى خريجي طلاب مدرسة البدو الرحل قميح عبر وسيلة التواصل الاجتماعي الواتس اب، وتم تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد والتحضير والترتيب لهذه الزيارة والمهرجان التكريمي، الذي يأتي تعبيرًا عن عميق الإحساس بمعاني الوفاء وأصالة الانتماء للقيم الوطنية والثورية النبيلة التي غرستها عراقة دولة الجنوب في نفوس ذلك الجيل.

عرس تاريخي شهدته ساحة مدرسة البدو الرحل قميح بكرش بعد توافد الطلاب من الخريجين من مديريات ومحافظات جنوبية عدة، حيث التقى الطلاب ببعضهم وبمعلميهم بعد فراق طويل، لحظات اختلطت فيها دموع الفرح والحزن، لقد عاد جيل ذلك الزمن بذكريات الزمن معهم بعد أن طلت أقدامهم على ساحة مدرسة البدو الرحل قميح لرد الجميل للمدرسة الأم ومن كان لهم بالغ الأثر فيما وصلوا إليه اليوم.

اجتمع الأحبة في صورة تحكي لنا ذكريات اختلطت فيها مشاعر الفرح والحزن بعد وداع لزمن طويل، تكسوا وجوههم الفرح بلقائهم ببعضهم، ويخيم عليهم الحزن حين تعود بهم الذاكرة لتلك الايام التي قضاها الجميع بهذه المدرسة، واستذكارهم لكل لحظة عاشوها بين جدرانها، ومشاهدتهم لها اليوم، وهي لم يبقى منها غير أطلال نتيجة حرب 94م.
لحظات لا تختصرها الكلمات ولا تترجمها الأحرف تولدت لحظة استقبال اللجنة التحضيرية للطلاب الذين قدموا بوفود من مناطق عدة حيث شهدت فترة ما بعد الظهيرة كلمات ترحيبية، ومداخلات عدة معبرة عن عظمة الحدث التاريخي وما قدمته المدرسة الأم قميح الولادة بالرجال الذين بات طلابها اليوم في مراتب مختلفة منهم المهندس والعسكري والقيادي، وفي حقل الطب والهندسة والطيران والوزارات وغيرها.
وتناولت المناسبة من فعاليات اليوم الأول تنظيم مباراة جرت بين فريق لجيل الزمن الجميل، وفريق من الشباب الصاعد لأبناء كرش، وفاز فيها فريق الزمن الجميل على فريق شباب كرش بثلاثة أهداف مقابل هدفين.