> عدن "الأيام":

أحيا المجلس الانتقالي الجنوبي، في العاصمة عدن اليوم الخميس، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه، والذكرى الثانية لإطلاق عملية سهام الشرق، برعاية الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وشهدت الفعالية حضور على عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، والاستاذ فضل الجعدي الأمين العام للأمانة العامة، ومساعده لشؤون المحافظات محمد الشقي، وعدداً من قيادات المجلس الانتقالي ووزراء في حكومة المناصفة، وقيادات عسكرية وأمنية.

وتحدث خلال الحفل عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بكلمة مسجلة، أكد فيها على أن الشهيد السيد كان رمزاً للتضحية والفداء، وسطر أروع الملاحم البطولية في سبيل الدفاع عن أرضه وشعبه، مشيداً بدوره البارز في عملية "سهام الشرق"، التي حققت انتصارات مهمة في مكافحة الإرهاب.

الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه
الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد ورفاقه

وقال القائد الزبيدي: "إننا ونحن نحيي ذكرى استشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد، فإننا نجدد عهدنا على مواصلة مسيرته النضالية، والعمل بكل جد لتحقيق أهداف شعبنا الجنوبي"، وأضاف: "إننا لن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار، وسنبذل قصارى جهدنا لتخليد ذكراهم، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم".

ودعا الرئيس القائد كافة أبناء الشعب الجنوبي إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً في وجه التحديات والمؤامرات التي تستهدف قضيتنا العادلة، مؤكداً على استمرار النضال لاستعادة الدولة الجنوبية.

من جانبه القى اللواء ابوبكر حسين محافظ محافظة أبين كلمة قال فيها: إن أبين لبست ثوب الحزن على حاميها الذي استشهد في مثل هذا اليوم منذ عام على يد الإرهاب، مشيراً إلى ما قدمه الشهيد للدفاع عن أبين طوال أيام وليالي، وكان اليد اليمنى له في حل العديد من الإشكاليات القضايا بالمحافظة.

وقال حسين أن الإرهاب آفه، وهناك من يخطط لهم ومن يمولهم للاستفادة منهم لأغراض سياسية، وقد سقطت قوافل من شهداء الجنوب في سبيل الدفاع عن الأرض والتصدي لهم، شاكراً الرئيس القائد عيدروس الزبيدي على هذه اللفتة الكريمة لتنظيم هذه الفعالية.

وتحدث شقيق الشهيد العميد حيدرة السيد قائد قوات الحزام الأمني في أبين بكلمةً أكدت من خلالها على أن الشهيد ورفاقه رسموا لنا طريق الكفاح الوطني في مقارعة الإرهاب، وملاحقة العناصر الإرهابية التي استهدفت أمن أبين واستقرارها، وذاقت الناس صنوف العذاب والويلات، وشردت الناس من أرضهم ومساكنهم ولم يسلم منهم أحد ولم يراعوا عهدا ولا ذمة، حتى مكن الله لهذا القائد الضرغام هزيمتهم شر هزيمة، مشيراً إلى محاولات الاغتيال العديدة التي تعرض لها، معاهدا الشهيد وكل شهداء الجنوب أن دماءهم لن تذهب هدرا وستستكمل مسيرتهم حتى استعادة الدولة الجنوبية.

وشكر شقيق الشهيد القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي على جهودهم في تنظيم هذا الحفل وإصدار كتاب يوثق سيرة الشهيد، كما وجه الشكر لكل من ساهم في إعداد وتنظيم الحفل.

وألقى عبدالرقيب السنيدي كلمة عن اللجنة التحضيرية للحفل أشاد فيها بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهيد عبد اللطيف السيد في سبيل مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى تاريخه الحافل بالمواقف البطولية، مسلطا الضوء على الدور المحوري الذي لعبه الشهيد في محاربة الإرهاب، خاصة خلال عملية "سهام الشرق"، وفي ختام الكلمة، تم تقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية، وتم التأكيد على أهمية مواصلة النضال والكفاح لتحقيق الحرية والاستقلال.

وتخلل حفل التأبين فقرات شعرية عبرت عن الحزن في فقدان القائد البطل عبداللطيف السيد، كما ثم استعراض فيلم وثق حياة الشهيد وبطولاته في مواجهه الإرهاب.

في ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. صدق الله العظيم

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأخوات والإخوة الحاضرون كلا باسمه وصفته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقف في هذا اليوم المهيب لتأبين الشهيد القائد البطل العميد عبد اللطيف السيد، ذلك القائد الفذ والمقاتل الشجاع الذي ضرب خلال مسيرته النضالية أروع صور وقيم ومعاني التضحية والفداء لأجل أرضه ودينه ووطنه

الحاضرون جميعا:
إننا ونحن نحيي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد إنما نعبّر عما يقتضيه الواجب الوطني من اهتمام بمثل هكذا قادة وأبطال خلّدهم التاريخ، وخلّد أعمالهم وبطولاتهم وتضحياتهم، باعتبارها جزءا من تضحيات شعبنا الجنوبي ومؤسسته الدفاعية والأمنية التي حملت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب بأبعاده الوطنية والإقليمية والدولية.

لقد عاش الشهيد -رحمه الله- بقلبه الجسور ثابتا في مواقفه، شجاعا، حاسما في تنفيذ المهام الجسيمة التي صنع من خلالها انتصارات عظيمة يلمسها شعبنا في أمنه واستقراره اليوم، وفي مقدمتها الانتصارات والإنجازات التي تحققت في مسرح عمليات" سهام الشرق"، التي نحتفي اليوم أيضا بالذكرى السنوية الثانية لانطلاقها، معبرين عن فخرنا واعتزازنا بالدور البطولي الذي جسده الشهيد القائد عبد اللطيف السيد في قيادة هذه العملية، وهو الفخر والاعتزاز الذي يشمل كل أبطال قواتنا المسلحة الأشاوس وفي طليعتهم الشهداء الميامين والجرحى الأبطال.

الحاضرون جميعا:
إن من بين الدروس التي نستلهمها من حياة هذا البطل ومسيرته النضالية الفدائية، هو أن التحولات التاريخية لمصائر الشعوب يصنعها قادة أفذاذ ورجال وطنيون أشداء، تفرزهم الأحداث والمنعطفات الفارقة وتدفع بهم الحاجة الوطنية والاجتماعية والسياسية إلى معتركها، ليمثلوا شرارة الخلاص وقادة الحسم والحزم حتى وإن كلّف الأمر حياتهم وحياة ذويهم.

الأخوات والإخوة
إن اجتماعا واقتران ذكرى استشهاد القائد البطل عبد اللطيف السيد بذكرى انطلاق عملية " سهام الشرق"، تحمل معاني ودلالات كثيرة، تؤكد في مجملها التزامنا بالوفاء للشهيد القائد عبد اللطيف السيد وكل شهداء الجنوب، والوفاء لهم لا يكون إلا بمواصلة معركتنا المصيرية دفاعا عن وطننا وشعبنا، واستعادة دولتنا الجنوبية الحرة كاملة السيادة، وهو الهدف الأسمى الذي قدم شعبنا الجنوبي قوافل من الشهداء لأجل تحقيقه.

ختاما نترحم على روح الشهيد القائد وكل شهداء الجنوب الذين سبقونا في نيل شرف الشهادة، وهو عهد علينا لهم ولأسرهم وذويهم وكل أبناء شعبنا بأننا على دربهم ماضون لتحقيق الحلم والهدف الذي قدموا أرواحهم في سبيله.

الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى الأبطال والمجد للجنوب والشموخ لشعبه وقواته المسلحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته