> عدن «الأيام» خاص:

عقدت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، بعدن، جلسة مباحثات مطولة مع وفد روسي ضم القائم بأعمال سفير موسكو لدى اليمن يفغيني كودروف، وممثلين عن الخارجية ووزارة الدفاع الروسية، بحث الجانبان خلالها ترتيبات إعادة فتح السفارة الروسية في العاصمة عدن، وكذا جهود إحلال السلام باليمن.

وأبدى القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية، علي الكثيري، ترحيب الانتقالي الجنوبي بالخطوة الاستراتيجية المهمة التي اتخذتها القيادة السياسية الروسية، ممثلة بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، بإعادة فتح القنصلية وعمل السفارة الروسية من العاصمة عدن، مبديا استعداد المجلس لتوفير كافة التجهيزات الأمنية واللوجستية والفنية التي تمكّن البعثة القنصلية والدبلوماسية الروسية من القيام بعملها وإنجاز مهامها على أكمل وجه.

وتطرقت جلسة المباحثات، التي شارك فيها سالم ثابت العولقي رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي، د. خالد بامدهف نائب رئيس الهيئة السياسية المساعدة، إلى آخر المستجدات ذات الصلة بالعملية السياسية والجهود التي تُبذل من قبل دول الإقليم والمجتمع الدولي لإيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن والجنوب والمنطقة.

وفي هذا الشأن، جدد الكثيري التأكيد على أن الحديث عن عملية سلام في ظل استمرار تصعيد مليشيا الحوثي ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وفي عموم الجبهات ضد القوات المسلحة الجنوبية واستهدافها للأعيان المدنية في المناطق الحدودية، أمر غير منطقي وغير واقعي.

وجدد الكثيري التأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان وسيبقى مع السلام وسيتعاطى مع أي مبادرات من شأنها أن توقف الحرب وتُهيئ الظروف الملائمة لبدء عملية سياسية شاملة، تعالج الأزمة من جذورها الممتدة منذ العام 1994م، وتستوعب جميع المتغيرات التي طرأت على الأرض، وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته، معربًا عن تطلع المجلس الانتقالي، لدور روسي فاعل في هذا الجانب بما تمتلكه روسيا من علاقات وطيدة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.

كما جرى خلال اللقاء، استعراض تطورات الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وما وصلت إليه من حالة متفاقمة فاقت قدرة المواطن الجنوبي على التحمّل، بالإضافة إلى الجهود العسكرية والأمنية التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية لترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، والإنجازات التي تحققت في هذا الجانب وسبل المحافظة عليها.

ولفت الكثيري إلى أن المجلس الانتقالي، يأمل بأن يكون لروسيا الاتحادية تدخلات واسعة في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء والطاقة، ودعم المشاريع التنموية في العاصمة عدن وبقية المحافظات، استكمالًا لدورها التاريخي في دعم هذه القطاعات في بلادنا، والتي لا تزال آثارها ممتدة إلى يومنا هذا.

من جانبه، عبّر السفير كينشاك عن سعادته بزيارة العاصمة وحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق له من قبل قيادة المجلس الانتقالي، مؤكداً أن الخطوة التي اتخذتها حكومة بلاده بإعادة فتح القنصلية الروسية في عدن هي نتاج حقيقي لما تشهده من حالة أمنية مستقرة وعودة مؤسسات الدولة، كما أنها تعد مؤشرا لما يمكن أن تلعبه روسيا من دور فاعل وتنسيق مشترك في مختلف المجالات.

وجدد السفير كينشاك دعم حكومة بلاده للجهود التي من شأنها أن تفضي إلى وقف الحرب وإحلال السلام العادل والشامل، الذي يأخذ بعين الاعتبار حضور جميع الأطراف الفاعلة على الأرض، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي، واستعدادها لبذل أقصى الجهود في هذا الجانب.