> «الأيام» سبوتنيك:
مع تصاعد التوتر واتساعه في منطقة الشرق الأوسط على خلفية حرب "طوفان الأقصى" ودخول محور المقاومة إلى حلبة الصراع، والعمليات العسكرية التي تقوم بها أنصار الله في البحر الأحمر وآخرها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "إيزنهاور"، كل تلك الشواهد تطرح الكثير من التساؤلات حول القادم "تهدئة أم تصعيد".
كيف ستتعامل أمريكا مع التهديدات المتصاعدة من قبل (أنصار الله) في البحر الأحمر والبحر العربي.. هل ستدفع الإدارة الجديدة القادمة إلى البيت الأبيض بالمزيد من القدرات العسكرية للمنطقة أم أنها سوف تتجه إلى الحلول
الدبلوماسية والضغوط والتفاوض مع أنصار الله؟
- مسارات ثلاث
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "المسار الأول سيكون مسار الصفقة وهو حوار مع الإيرانيين، وأيضا مع الحوثيين (أنصار الله) لصفقة ما، تخفف فيها عن إيران وتضغط على الحوثي لإيقاف هجماته في البحر الأحمر، مقابل بعض التنازلات الأمريكية لإيران، هذا الملف الأول سيكون ملفا دبلوماسيا، ملف صفقة أو حوار".
وتابع الشميري، "يتوازى مع المسار الأول المسار الثاني بالضبط وهو ملف تصنيف الحوثي تصنيفا من الدرجة الأولى كجماعة إرهابية خارجية بشكل أكثر شدة من الذي كان في عهد بايدن، وهذا المسار الثاني سيكون مسار العقوبات".
وأردف الشميري: "أما المسار الثالث سيكون ضربات متتالية على أهداف ذات قيمة، في اعتقادي أن الاستراتيجية الأمريكية سوف تتحرك في المسارات في وقت واحد، كي تخلق في النهاية وخلال فترة زمنية وجيزة اتفاقا ما لحسم هذا الملف، وهذا هو الخيار الأرجح".
- خطط الهيمنة
في المقابل يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري اليمني (صنعاء): " أعتقد أن الأوضاع الحالية تشهد تراجعًا كبيرًا فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية ونفوذها وقبولها في المنطقة وفي العالم بشكل عام، فقد انكشف غطائها عندما ظهر انحيازها ودعمها الشديد في مؤازرة إسرائيل في حربها على قطاع غزة، من أجل مصالحها وخططها المستقبلية التي تهدف إلى منع التقدم الصيني والروسي في العالم، لكي يظل العالم لحقب أخرى أحادي القطبية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن أمريكا لا تريد أن تخسر ما حققته خلال العقود الثلاثة الماضية من سيطرة على العالم، حيث ترغب في الحفاظ على تلك المكتسبات، لذلك دفعت بقوتها البحرية الضاربة وحاملات الطائرات إلى المنطقة لكي لا تشعر بالهزيمة في البحر الأحمر، لكن في نفس الوقت الذي دعمت به إسرائيل بكل ما لديها من قوة دفعت بقواتها لقطع الطريق أما القوى العظمى الصاعدة في العالم مثل الصين وروسيا".
- الخسارة مؤكدة
وأكد الخبير العسكري، أن "اليمن اليوم كان له دور رئيسي في تحطيم التوجهات الأمريكية بالسيطرة على العالم بشكل أحادي القطبية أو بصفة مستمرة، لذلك سوف تدفع بقواتها وعتادها ودبلوماسيتها بشكل أكبر نحو الشرق الأوسط للإبقاء على المنطقة تحت غطائها، لكنها في كل الأحوال سوف تخسر لأن عجلة تدوير العالم وتشكيله السياسي للمرحلة القادمة والتي تتمثل في تعدد الأقطاب قد بدأت بالفعل وحققت خطوات كبرى وملموسة على الأرض، الأمر الذي تعمل عليه قوى محور المقاومة واليمن، ويجب على الأمة العربية أن تستغل الظروف الحالية والمتمثلة في تناطح القوى الكبرى بأن يكون لها دور وإلا سيتغير العالم وتزداد الهيمنة الأمريكية ولن يكون لنا ذكر في هذا العالم".
- أوراق ضغط
بدوره أكد الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، أن "كل الشواهد تشير إلى أن واشنطن لا ترغب في الوقت الراهن في فتح جبهة جديدة مع أحد أذرع إيران في المنطقة".
وقال شرقاوي في حديث سابق لـ"سبوتنيك": "لا أعتقد أن أمريكا تريد فتح جبهة عسكرية مع جماعة "أنصار الله" اليمنية أو الدخول في الصراع مع إيران، بشكل مباشر وتوسيع هوة الخلافات مع طهران، خاصة في هذا التوقيت الشديد الخطورة الذي تمر به المنطقة، والتهديدات بتوسيع دائرة الحرب بين غزة وإسرائيل، وجعلها حربًا إقليمية".