> صلاح أبو لحيم:

  • من كلية القانون إلى عالم التقنية.. فتيات أبين يصنعن الفرق بمشروعهن الرائد
  • أول مركز نسائي لهندسة وصيانة الجوالات في جعار.. جدار حماية للأبينيات
> لم تثنهما الصعوبات والحواجز في مجتمع يغلب عليه طابع العادات والتقاليد بالإضافة إلى سيطرة الرجال على الوظيفة العامة والأسواق التجارية ومراكز البيع والشراء في بلدة جعار كبرى مدن محافظة أبين والمتاخمة لمدينة عدن جنوب اليمن، ثلاث فتيات جامعيات كسرنا حاجز العقدة والخوف ومشاركة الرجل في الأعمال التي ظلت لسنوات طوال حكرا على الرجال، حيث استطاعوا فتح أول مركز لهندسة وصيانة الجوالات بطاقم جميع العاملين فيه من النساء وهو ما يعتبر أول مشروع حيوي يقوده فريق نسائي يلامس حياة السكان المحليين في أبين.

فالشابة سعاد الخريبي الطالبة في السنة الأخيرة كلية الشريعة والقانون بجامعة أبين وزميلاتها كسرنا قيود العقدة والعزلة لينزلن إلى سوق العمل ويفتحن أول مركز لصيانة وهندسة الجوالات في بلدة جعار كبرى مدن محافظة أبين جنوب اليمن.


وسط بلدة جعار يقع مركز كيان فون لهندسة وصيانة الجوالات الذي يقوده كادر نسائي محلي من فتيات مدينة جعار بمحافظة أبين.

تقول سعاد الخريبي وهي المشرف العام على مركز كيان فون لهندسة وصيانة الجوالات جاءت فكرة مشروع كيان فون من خلال ملاحظتي لوجود حاجة ملحة في جعار لتقديم خدمات صيانة وبرمجة الهواتف خاصة للنساء بطريقة آمنة أردت أن أوفر مكانًا يمكن للمرأة أن تثق به وتأخذ راحتها وتطمئن بأن أجهزتها بأمان تام مع الاهتمام بالتفاصيل والجودة العالية، كان هدفي خلق مساحة تدمج بين الخدمة التقنية الممتازة وتجربة مريحة للعملاء وهذا أكثر شيء ألهمني لإطلاق المشروع.

فالمشروع بطبيعته أكثر مرتادية من النساء كون أكثر المستهدفين للمشروع هن النساء.

فالكادر الذي يقوم بالهندسة والصيانة هن من خريجات الجامعات ومستوياتهن العلمية واحدة بكالوريوس إنجليزي بامتياز من جامعة أبين والأخرى طالبة جامعية ومازلن بدون توظيف في السلك وهو ما دعاهن إلى افتتاح أول مشروع بكادر نسائي على مستوى محافظة أبين.

وتستطرد سعاد الخريبي قائلة لـ "الأيام": لقد تقبل المجتمع فكرة قبول المرأة الى سوق العمل وقد حظينا بتشجيع وفهم وقبول الفكرة ومساعدتي في فعلها إن كان من الأسرة والمجتمع.

تقول مدير المركز سعاد الخريبي، إن الحالة اليومية في مركز كيان فون مليئة بالنشاط، حيث نبدأ يومنا بتنظيم الأدوات وتجهيز مكان العمل لاستقبال العملاء نتعامل مع طلبات متنوعة من صيانة الهواتف إلى برمجتها ونسعى دائمًا لتقديم خدمة سريعة وذات جودة عالية بالنسبة لتفاعل المجتمع، الحمد لله وجدنا قبولا وتشجيعا كبيرا خصوصًا أن فكرة وجود محل نسائي متخصص في هذا المجال تعتبر خطوة جديدة ومميزة، عملائنا يقدرون الأمان والراحة التي نقدمها وهذا كان الدافع الأساسي لنجاحنا واستمرارنا.

وأضافت مديرة مركز كيان فون: لقد حصل فريق العمل على دورات تأهيلية متخصصة في صيانة وبرمجة الجوالات قبل افتتاح المركز، كنا حريصين على أن يكون لكل عضو في الفريق معرفة قوية ومهارات عملية تمكنه من تقديم خدمات عالية الجودة، اخترنا دورات تدريبية مكثفة تغطي أحدث التقنيات لضمان تلبية احتياجات العملاء بشكل احترافي، وهذا التأهيل كان جزءا أساسيًا من نجاحنا في إدارة المحل.

وحول ما إذا كنا تلقين أي دعم مالي من أي جهة لأجل فتح مركز كيان فون لصيانة الجوالات، تقول سعاد الخريبي: "لا، أبدا لم نتلق أي دعم مالي من أي جهة كانت، فالمشروع بدعم وجهود شخصية".

وحول المشاركة المجتمعية لفريق مركز كيان فون أوضحت سعاد الخريبي حاليا: لسنا عضوات في أي مؤسسة أو جمعية محلية في خنفر جعار لكننا نؤمن بأهمية التواصل مع المجتمع المحلي والعمل الجماعي نطمح مستقبلاً للانضمام إلى منظمات أو جمعيات تدعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال لتبادل الخبرات والمساهمة في تنمية المجتمع.

هل تري أن مشروع هندسة وصيانة الجوالات في خنفر سيستمر؟

كيف تقرئين ذلك مستقبلا؟

نعم نؤمن بشدة بأن مشروع هندسة وبرمجة الجوالات في خنفر لديه فرصة كبيرة للاستمرار والنجاح على المدى الطويل، الحاجة إلى خدمات صيانة وبرمجة الهواتف تزداد مع تطور التكنولوجيا واعتماد الناس عليها بشكل كبير، أقرأ المستقبل بتفاؤل خاصة مع دعم المجتمع وثقتهم بنا، ومع الاستمرار في تحسين خدماتنا وتطوير مهاراتنا سنكون قادرين على مواجهة التحديات إن شاء الله.

كيان فون كيف جاءت التسمية؟ وهل هو أول مركز لهندسة الجوالات يقوده فريق نسائي؟

جاء اسم "كيان" ليعبر عن هويتنا وطموحنا في بناء مشروع متكامل وذي قيمة يعتمد عليه في مجال برمجة وصيانة الجوالات الاسم يرمز للاستقرار والقوة والتميز، وهو ما نسعى إلى تقديمه دائمًا لعملائنا أما بخصوص كونه أول مركز لهندسة الجوالات في خنفر فهو قد يكون من أوائل المشاريع النسائية المتخصصة في هذا المجال في المنطقة مما يجعلني فخورة بدوري في تقديم هذه الخدمة للمجتمع بطريقة احترافية وآمنة.


* هل تري أن سوق العمل المحلي في بلدة خنفر سيكون له أثر كبير في تشغيل اليد النسوية المؤهلة؟

- نعم، أعتقد أن سوق العمل المحلي في خنفر يحمل فرصة كبيرة لتشغيل اليد النسوية المؤهلة، هناك وعي متزايد بأهمية إشراك المرأة في مختلف المجالات خاصة مع وجود نساء طموحات ومؤهلات يمتلكن المهارات اللازمة مع استمرار دعم المشاريع النسائية وتوفير بيئة عمل محفزة، سيكون للمرأة دور كبير في المساهمة بتنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص جديدة إن شاء الله.

* كيف تقبلت السلطة المحلية بخنفر المشروع؟ وهل مدت لكم يد الدعم والمساعدة؟

- حتى الآن لم نقدم أي مشروع للسلطة المحلية بخنفر ولم نتلقَ أي دعم أو مساعدة منهم.

* الفتيات العاملات بالمركز ما هي مهامهم بالتحديد؟

- كل فتاة في المركز لديها مهامها الخاصة التي تساهم في تحقيق أهداف المركز بشكل عام، فالتي عليها البرمجة والأخرى الصيانة وتقديم المساعدة للعملاء في المبيعات.

* هل هناك رسالة توجهيها لبنات جيلك المؤهلات القابعات في البيوت بانتظار حلم الوظيفة؟

- رسالتي لبنات جيلي المؤهلات أن يبادرن في خلق الفرص لأنفسهن بدلاً من انتظارها، العالم مليء بالإمكانيات ومع المهارات التي تمتلكنها يمكنهن تحقيق أحلامهن بالعمل أو حتى إنشاء مشاريع صغيرة، لا تدعن الانتظار يوقفكن، ابحثن عن شغفكن واستثمرن وقتكن في تطوير ذاتكن وبناء مستقبلكن.

* هل هناك رسالة إلى السلطة المحلية ممثلة بمكتب التعليم المهني بخنفر والمنظمات الدولية في خنفر بشأن تعزيز ودعم المرأة وتأهيلها ونزولها لسوق العمل؟.

- رسالتي إلى السلطة المحلية ممثلة بمكتب التعليم المهني والمنظمات الدولية في خنفر أن يقدموا المزيد من الدعم لتعزيز دور المرأة وتأهيلها بشكل فعال لتصبح قادرة على دخول سوق العمل بثقة وكفاءة، نأمل توفير برامج تدريبية متخصصة ومشاريع تنموية تركز على بناء مهارات النساء وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي، تمكين المرأة هو خطوة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع.

* ما الذي يعيق الفتاة المؤهلة علميا من النزول إلى سوق العمل بخنفر؟

* هل هناك ما يقف عائق أمام أحلامهن وتطلعاتهم المستقبلية؟

- ما يعيق الفتاة المؤهلة علميا من النزول إلى سوق العمل في خنفر غالبا هو نقص الفرص الوظيفية المناسبة، بالإضافة إلى بعض العوامل الاجتماعية والثقافية التي قد تحد من حرية حركتها أو طموحها كما أن هناك تحديات مثل عدم توفر التدريب الكافي لتأهيلها لسوق العمل وضعف الدعم من بعض الجهات هذه العوائق قد تقف أمام أحلام الفتيات وتطلعاتهم لكن مع تعزيز الوعي والدعم المجتمعي والاهتمام بتوفير الفرص يمكننا تجاوز هذه العقبات.