بعد مرور عقدين ونصف من الزمن 1990-2025م قدًّم خلالها شعب الجنوب تضحيات جسيمة وتجرّع معاناة أليمة وبعد مرور عقد من الزمن منذ أن حَرّر شعب الجنوب ومقاومته الشبابية المسلحة أرضه الطاهرة من حرب الاحتلال الثانية عام 2015م وطرد فلولها ومعها بقايا فلول حرب الاحتلال الأولى عام 1994م وإلى غير رجعة، وتأسيس المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي عام 2017م وتفويضه حاملًا سياسيًّا لقضية شعب الجنوب وممثله في استعادة دولته وتواجد المجلس الانتقالي شعبيًّا وسياسيًّا وتنظيميًّا على امتداد الخارطة الجغرافية الجنوبية وبناء مؤسستين عسكرية وأمنية حديثة وبكامل الجهوزية القتالية للدفاع عن حياض الوطن وسيادته وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره ومحاربة قوى الإرهاب والظلام.
وبعد شراكة الضرورة مع الشرعية والإخلال بمضامينها وتأزيم الأوضاع المعيشية والخدمية لشعب الجنوب وارتفاع الدولار وتدهور العملة المحلية وزيادة الأسعار وبصورة تصاعدية غير مسبوقة وانقطاعات الكهرباء ومعها الماء وتردِّي بقية الخدمات الاجتماعية الأخرى وانتشار ظاهرة الفساد والعبث بثروات وعائدات وموارد الجنوب بما هي كافية لو تم تحريرها من العبث والفساد وتم انسيابها إلى حسابات البنك المركزي كافية ليس للإيفاء بمتطلبات الخدمات العامة بما فيها الماء والكهرباء وتحقيق الاستقرار المعيشي والخدمي وعقلنة سعر الدولار وإعادة الاعتبار لقيمة العملة المحلية الشرائية ودفع رواتب الموظفين في مواعيدها وحسب ولكن لهيكلة أجور ورواتب موظفي الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية والمعلمين على وجه الخصوص وتوفير الوظيفة العامة للعاطلين عن العمل وفي مقدمتهم خريجو كليات الجامعة بل وتحقيق التنمية المستدامة أيضًا، وبعد تشكيل أحلاف وتكتلات ومشروع إقليمين/ مثلثين غربي عدن/أبين/لحج/الضالع وشرقي حضرموت/شبوة/المهرة/ سقطرى والتركيز على هذه المحافظات لما تتمتًّع به من ثروات وموانئ ومواقع ذات أهمية جيو/سياسية وما يرومون تحقيقه من وراء ذلك استهداف استعادة الدولة الجنوبية الواحدة الموحدة من المهرة إلى باب المندب وعبثًا يحاولون.
وبعد أن أقام المجلس الانتقالي ممثلًا برئيسه عيدروس الزبيدي علاقات ثنائية وأوصل قضية شعب الجنوب إلى المحافل الدولية ومراكز القرار وفي مقدمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيارة عدد من عواصم البلدان الخارجية وإجراء محادثات مع قادتها وكذا اللقاءات المستمرة مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وسفراء الدول الإقليمية والشقيقة ومشاركة ممثلي المجلس في الورش والمنتديات والفعاليات الدبلوماسية الإقليمية التي تقام برعاية دولية.
إن المهمة الآنية والعاجلة إنقاذ شعب الجنوب من كارثة المجاعة وتدهور الخدمات باعتباره صاحب اليد الطولى في تحقيق المنجزات والسد المنيع لحمايتها…