> واشنطن "الأيام" وكالات:

​أجرى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثات في البيت الأبيض تناولت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.

وقال ترامب، اليوم الأربعاء، في منشور على حسابه في منصة إكس "الليلة، في البيت الأبيض، رحّبتُ بحرارة بمستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات، سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في اجتماعات وعشاء حضره العديد من المسؤولين البارزين وكبار المسؤولين الأميركيين".

وتابع "جسّدت الأمسية الروابط والعلاقات التاريخية المتينة بين بلدينا، لطالما كانت الإمارات والولايات المتحدة شريكتين في العمل على تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط والعالم، كما شملت المناقشات سبل تعزيز شراكتنا من أجل النهوض بمستقبلنا الاقتصادي والتكنولوجي".

وبدورها، أفادت وكالة أنباء الإمارات "وام"، بأن ترامب والشيخ طحنون بن زايد بحثا "آفاق الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وسبل تعزيزها بما ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة للبلدين الصديقين".

وأكد المسؤول الإماراتي تطلُّع بلاده إلى مواصلة تعزيز علاقتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة من خلال تعزيز شراكتهما، وتسريع الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والصناعات والطاقة والرعاية الصحية، كون هذه المجالات تمثل ركائز أساسية للنمو والازدهار.

وأشاد الشيخ طحنون بن زايد بـ"قيادة الرئيس دونالد ترامب وسياساته الاقتصادية، والتي تمثل حافزا مهما لتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز الشراكات الاقتصادية".

ويعكس اللقاء الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في منطقة الشرق الأوسط، وسعي الولايات المتحدة لتعزيز التنسيق معها في القضايا الإقليمية، كما يؤكد على دور الإمارات في جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وبالإضافة إلى الجوانب السياسية والأمنية، يُظهر اللقاء اهتماما بتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث أن نهج قيادتي البلدين وسياستهما الاقتصادية تمثل حافزا مهما لتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين.

وتشهد العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تطورا ملحوظاً في مجال التكنولوجيا، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون في هذا القطاع الحيوي.

تولي الإمارات اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وتسعى إلى الاستفادة من الخبرات الأمريكية في هذا المجال. ويشمل التعاون بين البلدين تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا الفضاء.

وتتعاون الإمارات والولايات المتحدة في مجال استكشاف الفضاء، حيث تشارك أبوظبي في العديد من المشاريع الفضائية الأميركية، حيث يمثل إطلاق القمر الراداري "اتحاد سات" إنجازاً جديداً يعزز ريادة الإمارات في الفضاء، هذا التعاون الذي يعكس رؤية البلدين المشتركة في الابتكار.

ويتعاون البلدان في مجال تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، وذلك في إطار جهودهما لمواجهة تحديات تغير المناخ، ومن المتوقع أن تستشرف تلك العلاقات آفاقا أرحب جديدة وأكثر استدامة في قطاع الطاقة، خلال الزيارة الرسمية التي يؤديها بها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان للولايات المتحدة.

ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة، والتي أُعلن عنها في نوفمبر 2022، وتهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035. وتستهدف هذه الشراكة تعزيز الابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يعكس التزام البلدين بمواجهة تحديات التغير المناخي.

كما يتعاون البلدان في مجال تعزيز الأمن السيبراني، وذلك لمواجهة التهديدات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.

وتشهد الاستثمارات المتبادلة في قطاع التكنولوجيا نموا ملحوظاً، حيث تستثمر الشركات الإماراتية في الشركات التكنولوجية الأميركية، والعكس صحيح.

كما تساهم هذه الاستثمارات المتبادلة في تعزيز العلاقات التجارية وخلق فرص عمل، فضلاً عن دعم الابتكار وتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات الاقتصادية.

ويعزز التعاون التكنولوجي بين الإمارات والولايات المتحدة العلاقات الاستراتيجية، ويساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في كلا البلدين، كما يعزز القدرات التكنولوجية في مواجهة التحديات العالمية.

وقبل لقاء ترامب، التقى الشيخ طحنون بن زايد ضمن زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، سكوت بيسينت وزير الخزانة، وبحث معه "أوجه التعاون المشترك بين الإمارات وواشنطن في مختلف الجوانب الاقتصادية والمالية، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الصديقين".

كما التقى مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، وأجرى معه محادثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر المستجدات والتطورات في عدد من القضايا، وفق المصدر نفسه.

وتناولت المحادثات، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية، الجهود المبذولة لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وحرص البلدين على مواجهة التحديات الراهنة، وتعظيم فرص التنمية والازدهار، وخاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة والتعاون الاستثماري المشترك.

وتعكس سلسلة الاجتماعات التي عقدها المسؤول الإماراتي وخصوصا حفاوة الاستقبال التي حظي بها من طرف الرئيس الأميركي العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وحرص البلدين على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وتأتي الزيارة الرسمية في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات، مما يؤكد أهمية التنسيق والتشاور بين البلدين.

وتأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة في إطار زيارة رسمية يعقد خلالها اجتماعات رسمية مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وأقطاب الشركات العالمية، لبحث سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية والاقتصادية والتكنولوجية بين بالبلدين.

حظي الاجتماع بتغطية إعلامية واسعة، وتفاعل معه العديد من المراقبين والمحللين.

وتعتبر الإمارات العربية المتحدة حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يشهد التعاون بين البلدين تطورا مستمرا في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.