> لندن "الأيام" العرب اللندنية:
حثت السلطات الإيرانيين على ترشيد استهلاك المياه لتجنب “إفلاس مائي” كامل، وذلك حين شرعوا في تنظيف المنازل وسقي الحدائق بمناسبة الاحتفال برأس السنة الفارسية، وبذلك يضاف الإفلاس المائي إلى قائمة طويلة من أزمات إيران.
وانخفضت مستويات المياه في السدود القريبة من العاصمة انخفاضا شديدا. ومن المتوقع أن يشهد المواطنون ترشيد استهلاك المياه وانقطاع الكهرباء خلال الصيف، في ظل معاناة البلاد من الجفاف ومن نقص حاد في المياه.
وتختفي البحيرات، وتشتد معاناة المزارعين بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية. ويتزايد قلق الطلاب بشأن توفر المياه، وتجف صنابير المطابخ باستمرار، ويُعتبر الاستحمام ترفا.
وأعلن محسن أردكاني، مدير عام شركة صرف المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، الأسبوع الماضي أن احتياطيات السدود الرئيسية التي تُغذي المدينة بمياه الشرب قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ولم تتجاوز 5 في المئة من سعتها الكاملة.
وانطلقت احتفالات رأس السنة الجديدة في 20 مارس، ودعا أردكاني المواطنين إلى ترشيد استهلاكهم للمياه بنسبة 20 في المئة على الأقل. وقال “لم يعد هذا خيارا أو مسألة تفضيل، بل أصبح ضروريا لمساعدتنا على تجاوز هذه الفترة العصيبة.”
وعرضت وسائل الإعلام صورا لسدي أمير كبير ولاتيان شبه الفارغين (ممتلئان بنسبة 6 في المئة و10 في المئة على التوالي) في جبال ألبرز شمال طهران. وقد انخفض معدل هطول الأمطار في المدينة بنسبة 17 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهو أقل بنسبة 42 في المئة عن المتوسط طويل الأمد.
وقالت مصممة أزياء تبلغ من العمر 43 عاما في طهران، طلبت عدم الكشف عن هويتها، “يقولون على شاشات التلفزيون إننا قد نعاني من انقطاع المياه غدا، وأنا أنام كل ليلة قلقة بشأن تأثير ذلك على صحة أحبائي الجسدية والنفسية.”
وقد وصف كافيه مدني، مدير معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة ونائب رئيس وزارة البيئة الإيرانية السابق، الوضع بأنه حالة من “الإفلاس المائي”.
وأوضح مدني أنه إذا اعتُبرت الموارد المائية أصولا مالية (تُعتبر المياه السطحية بمثابة حساب جارٍ والمياه الجوفية بمثابة مدخرات) فإن إيران قد استنفدت احتياطياتها بالفعل، بما يُنتج وضعا أشبه بحساب مصرفي بلا رصيد بالنسبة إلى السكان.
وأضاف مدني لمؤسسة تومسون رويترز، في إشارة إلى نقص الكهرباء والغاز والنفط، أن “هذا الوضع يتوسع الآن ليشمل قطاع الطاقة وقطاعات أخرى من الاقتصاد.”
وخلال اجتماع مجلس طهران الأسبوع الماضي أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن النمو الحضري السريع حال دون مواصلة الإبقاء على مستويات استهلاك المياه الحالية لسكان طهران والمناطق المحيطة بها، والبالغ عددهم 19 مليون نسمة. وشدد بزشكيان على أن معالجة أزمة المياه في المدينة تتطلب تعاونا بين العلماء والخبراء.
وأكد المكتب الوطني لمعلومات وبيانات المياه انخفاض تدفق المياه إلى السدود في جميع أنحاء البلاد بنسبة 28 في المئة مقارنة بالعام السابق. وانخفضت مستويات التخزين في السدود الحيوية في عشر محافظات إلى أقل من 15 في المئة من طاقتها الكاملة.
ويشمل ذلك خزانات في محافظات مثل أصفهان وزنجان وفارس وكرمان، حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة في الصيف 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت)، وهو ما يزيد من الحاجة اليومية إلى أنظمة المياه والتبريد.
ويعزو الخبراء نقص المياه في المقام الأول إلى عقود من سوء الإدارة، والممارسات الزراعية غير الفعّالة، والنمو السكاني. وكانت هذه التحديات قد تزايدت بسبب آثار تغير المناخ.
واعتبر محسن مسغاران، الأستاذ المساعد في علوم النبات بجامعة كاليفورنيا دافيس، أن الزراعة التي تستهلك 90 في المئة من مياه إيران هي السبب الرئيسي في نشوب الأزمة، مشيرا إلى أنه مع ذلك لا يزال الإنتاج الزراعي منخفضا بشكل ملحوظ بسبب محدودية هطول الأمطار.
وفي محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران قال مزارع يبلغ من العمر 36 عاما إن نقص المياه يدفع رفاقه المزارعين إلى مغادرة منطقة بحيرة أرومية التي كانت يوما ما أكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط، وأصبحت الآن صحراء قاحلة.
وقال المزارع المقيم في قرية بناب، والذي حجب اسمه خوفا من الانتقام، “جفت أنهارنا وبحيراتنا العزيزة علينا إلى جانب آبارنا ومياهنا الجوفية. كل ما تفعله الحكومة هو حفر آبار أعمق. لم أعد أعرف أين نعبّر عن ألمنا ويأسنا أو لمن.”
ويعيش أكثر من أربعة ملايين شخص على الزراعة، أي ما يمثل حوالي 20 في المئة من إجمالي العمالة في اقتصاد يعاني بالفعل من وطأة العقوبات الأميركية. وأشار مسغاران إلى أن الحد من النشاط الزراعي يُمثل تحديا بالغ الصعوبة ما لم تُوفر الحكومة للمزارعين فرص عمل بديلة.
وأدى الإفراط في استخدام المياه الجوفية واستنزافها في الأنشطة الزراعية إلى انهيارات أرضية خطيرة، مع ظهور شقوق وحفر في المناطق الحضرية، يصل حجمها أحيانا إلى حد ابتلاع سيارات بأكملها.
وتنخفض الأرض بمعدل 31 سنتيمترا سنويا في طهران. كما تواجه الأرض الواقعة تحت الطرق والمطارات خطر انهيار متزايد في المدن الصناعية مثل أصفهان وخشان ويزد.
وتحدثت طالبة علم نفس تبلغ من العمر 25 عاما في شيراز، جنوب وسط إيران، عن تأثير نقص المياه على روتينها اليومي دون ذكر اسمها خوفا من انتقام السلطات، وأوضحت أنه حتى المهام الأساسية مثل غسل وجهها أو جسدها أصبحت صعبة بشكل متزايد، وغالبا ما تنتظر ساعات حتى تعود المياه.
وانخفضت مستويات المياه في السدود القريبة من العاصمة انخفاضا شديدا. ومن المتوقع أن يشهد المواطنون ترشيد استهلاك المياه وانقطاع الكهرباء خلال الصيف، في ظل معاناة البلاد من الجفاف ومن نقص حاد في المياه.
وتختفي البحيرات، وتشتد معاناة المزارعين بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية. ويتزايد قلق الطلاب بشأن توفر المياه، وتجف صنابير المطابخ باستمرار، ويُعتبر الاستحمام ترفا.
وأعلن محسن أردكاني، مدير عام شركة صرف المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، الأسبوع الماضي أن احتياطيات السدود الرئيسية التي تُغذي المدينة بمياه الشرب قد انخفضت إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ولم تتجاوز 5 في المئة من سعتها الكاملة.
وانطلقت احتفالات رأس السنة الجديدة في 20 مارس، ودعا أردكاني المواطنين إلى ترشيد استهلاكهم للمياه بنسبة 20 في المئة على الأقل. وقال “لم يعد هذا خيارا أو مسألة تفضيل، بل أصبح ضروريا لمساعدتنا على تجاوز هذه الفترة العصيبة.”
وعرضت وسائل الإعلام صورا لسدي أمير كبير ولاتيان شبه الفارغين (ممتلئان بنسبة 6 في المئة و10 في المئة على التوالي) في جبال ألبرز شمال طهران. وقد انخفض معدل هطول الأمطار في المدينة بنسبة 17 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهو أقل بنسبة 42 في المئة عن المتوسط طويل الأمد.
وقالت مصممة أزياء تبلغ من العمر 43 عاما في طهران، طلبت عدم الكشف عن هويتها، “يقولون على شاشات التلفزيون إننا قد نعاني من انقطاع المياه غدا، وأنا أنام كل ليلة قلقة بشأن تأثير ذلك على صحة أحبائي الجسدية والنفسية.”
وقد وصف كافيه مدني، مدير معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة ونائب رئيس وزارة البيئة الإيرانية السابق، الوضع بأنه حالة من “الإفلاس المائي”.
وأوضح مدني أنه إذا اعتُبرت الموارد المائية أصولا مالية (تُعتبر المياه السطحية بمثابة حساب جارٍ والمياه الجوفية بمثابة مدخرات) فإن إيران قد استنفدت احتياطياتها بالفعل، بما يُنتج وضعا أشبه بحساب مصرفي بلا رصيد بالنسبة إلى السكان.
وأضاف مدني لمؤسسة تومسون رويترز، في إشارة إلى نقص الكهرباء والغاز والنفط، أن “هذا الوضع يتوسع الآن ليشمل قطاع الطاقة وقطاعات أخرى من الاقتصاد.”
وخلال اجتماع مجلس طهران الأسبوع الماضي أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن النمو الحضري السريع حال دون مواصلة الإبقاء على مستويات استهلاك المياه الحالية لسكان طهران والمناطق المحيطة بها، والبالغ عددهم 19 مليون نسمة. وشدد بزشكيان على أن معالجة أزمة المياه في المدينة تتطلب تعاونا بين العلماء والخبراء.
وأكد المكتب الوطني لمعلومات وبيانات المياه انخفاض تدفق المياه إلى السدود في جميع أنحاء البلاد بنسبة 28 في المئة مقارنة بالعام السابق. وانخفضت مستويات التخزين في السدود الحيوية في عشر محافظات إلى أقل من 15 في المئة من طاقتها الكاملة.
ويشمل ذلك خزانات في محافظات مثل أصفهان وزنجان وفارس وكرمان، حيث يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة في الصيف 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت)، وهو ما يزيد من الحاجة اليومية إلى أنظمة المياه والتبريد.
ويعزو الخبراء نقص المياه في المقام الأول إلى عقود من سوء الإدارة، والممارسات الزراعية غير الفعّالة، والنمو السكاني. وكانت هذه التحديات قد تزايدت بسبب آثار تغير المناخ.
واعتبر محسن مسغاران، الأستاذ المساعد في علوم النبات بجامعة كاليفورنيا دافيس، أن الزراعة التي تستهلك 90 في المئة من مياه إيران هي السبب الرئيسي في نشوب الأزمة، مشيرا إلى أنه مع ذلك لا يزال الإنتاج الزراعي منخفضا بشكل ملحوظ بسبب محدودية هطول الأمطار.
وفي محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران قال مزارع يبلغ من العمر 36 عاما إن نقص المياه يدفع رفاقه المزارعين إلى مغادرة منطقة بحيرة أرومية التي كانت يوما ما أكبر بحيرة مالحة في الشرق الأوسط، وأصبحت الآن صحراء قاحلة.
وقال المزارع المقيم في قرية بناب، والذي حجب اسمه خوفا من الانتقام، “جفت أنهارنا وبحيراتنا العزيزة علينا إلى جانب آبارنا ومياهنا الجوفية. كل ما تفعله الحكومة هو حفر آبار أعمق. لم أعد أعرف أين نعبّر عن ألمنا ويأسنا أو لمن.”
ويعيش أكثر من أربعة ملايين شخص على الزراعة، أي ما يمثل حوالي 20 في المئة من إجمالي العمالة في اقتصاد يعاني بالفعل من وطأة العقوبات الأميركية. وأشار مسغاران إلى أن الحد من النشاط الزراعي يُمثل تحديا بالغ الصعوبة ما لم تُوفر الحكومة للمزارعين فرص عمل بديلة.
وأدى الإفراط في استخدام المياه الجوفية واستنزافها في الأنشطة الزراعية إلى انهيارات أرضية خطيرة، مع ظهور شقوق وحفر في المناطق الحضرية، يصل حجمها أحيانا إلى حد ابتلاع سيارات بأكملها.
وتنخفض الأرض بمعدل 31 سنتيمترا سنويا في طهران. كما تواجه الأرض الواقعة تحت الطرق والمطارات خطر انهيار متزايد في المدن الصناعية مثل أصفهان وخشان ويزد.
وتحدثت طالبة علم نفس تبلغ من العمر 25 عاما في شيراز، جنوب وسط إيران، عن تأثير نقص المياه على روتينها اليومي دون ذكر اسمها خوفا من انتقام السلطات، وأوضحت أنه حتى المهام الأساسية مثل غسل وجهها أو جسدها أصبحت صعبة بشكل متزايد، وغالبا ما تنتظر ساعات حتى تعود المياه.