أظهرت انتفاضة اليوم النسائية، نعم أسميها انتفاضة وليست تظاهرة أو احتجاجات، فقد شهدت حضورًا قويًا للنساء المفعمات بالألم والوجع من الظلم والقهر، وهن اللواتي تقدمن الصفوف الأولى لها، ليخلقن بذلك فرصة لرفع سقف مطالبهن بحقوقهن من خدمات عامة أساسية من حياة كريمة وكرامة، ولن تكفي كلمات أودّ كتابتها بدمي وليس بدموعي، وأظهرت الانتفاضة بأنها مناهضة لأفعال وسلوك السلطة السياسية بكلُّ سلطاتها دون استثناء (رئاسة وحكومة وقضاء ومجالس هشة "نواب وشورى" وأحزاب وقوى سياسية) في هذه البلد، وبرزت النساء كجزء لا ينفصل عن الجموع، وهن يطالبن، ليس فقط، بالحقوق، بل بالتغيير السياسي، بل يتحدن أيضًا بعض مظاهر التطرف التي ظهرت بها البعض على أنها تحدّ من أدوارهن في التغيير.
إن المتظاهرات في الساحة تحدين الأحكام النمطية عليهن وتحولن لنموذج ملهم لبقية النساء في كلُ المحافظات.
هذا الحضور اليوم بلا شك سيتسبب بحالة من الإرباك ليس للمجلس الرئاسي والحكومة والقضاء والقوى والأحزاب السياسية، بل التحالف أيضا السعودية والإمارات، فالمشهد اليوم يستوعب الجميع ويدعوهم لمراجعة كلُ الأجندة السياسية، ويفسح المجال للتدافع والتنافس والتعاون لتصحيح الوضع المعيشي وحياة الناس، حتى وإن كان لاتزال هناك شريحة عالقة في تصوراتها المنغلقة، ولم تنفتح على فكرة الجنوب الكاملة المتنوعة واليمن، فثمة من لم يتقبل وجود نساء سافرات في المشهد، كذلك من لم يتقبل ظهور نساء بصوت آخر شجاع أو توجهات مدنية أو على مستوى اليمن، إذا لا بد من تسليط الضوء على جميع الشخصيات النسائية، وترقب ماذا يمكن أن يصنعنه بالكثير من التركيز حين يمس الأمر حقوقهن وكرامتهن؟.
ولا ننسى أن المشهد بعد التحرير قد أبرز وجود محاولات إقصائية مارستها بعض النساء تجاه أخريات، ومارسها بعض الرجال تجاه النساء، وانطلق الطرفان من اعتبار أحقية وجود تيار واحد فقط في الصورة والصدارة، وعدم الاعتراف بالأخريات المختلفات، لا سيما حال التقدم لمراكز صناعة القرار، وكانت ردّة الفعل عنيفة وقاسية تحمل خلفيات نفسية وأيديولوجية، ابتداء من ردة الفعل العنيفة التي قوبلت بها الفعاليات النسوية والنسائية المختلفة، وصولًا إلى منعها والتحريض ضدها، (وقد ذكرت إحدى الأخوات في ساحة الانتفاضة ذلك بأنها نكاية بنساء القمة النسوية سترفع علم الجنوب، وإن منظمات المجتمع أحضرن النازحات بالباصات)، في موقف لا أريد تفسيره بالسيء؟، كما كان حضور النساء في الفضاء العام مشروطًا بقوالب معينة يضعها كل من في السلطة تجاه الجميع، وكانت هناك اشتراطات إضافية يفرضها البعض لقبول وجود النساء في المشهد، لا سيما في الصفوف الأولى، مع وجود حالة تململ من هذا الملف واعتباره ثانويًا في هذه المرحلة، أو قبوله بالإكراه لاعتبارات تتعلق بالتعاطي مع الضغوط الدولية والصورة العصرية التي يراد تسويقها عن اليمن الجديدة، دون قناعة جادة بأحقية هذا الوجود ولا بتلك الأدوار.
على المجتمع أن يثق بالنساء بكفاءتهن وقدرتهن على العمل والتأثير والإنجاز والبناء دون وصاية أو تشكيك، ودون الدعوة إلى إقصاء أو إبعاد إلى الصفوف الخلفيّة، بل على العكس أن يمكّنهن ويدفعهن للواجهة لإيمانه اليوم بدورهن وكفاءتهن، فهي شريكة النضال والتضحية والبذل والعطاء والصبر أيام المحن والشدائد.
هذا الحضور الطاغي للنساء في هذه الموجة من الثورة جعل اليوم مميزًا حصدت فيه النساء المزيد من المكاسب المضافة لما حققته لسنوات من النضال، كانت تظن السلطة المذكورة في أعلى مقالتي بأنه لن يكون هناك حدثًا يخلده التاريخ، وأنه سيتوقف هنا وينتهي هنا، هي مهلة قوامها فترات زمنية ربما متقاربة أو متباعدة إلا أنها لن تنطفئ ولن تختفي ولن تموت، مهما بقبق المبقبقون والمبقبقات على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، أصحاب الدفع المسبق الذين واللواتي تلوثت حياتنا بأصواتهم وأصواتهن بالبوق والطبل لعبادة العملة فقط والتي يدفعها القائد منهم قبل عبادة القائد أي كان اسمه ولقبه ومنصبه، فاستعادة ساحة العروض لرونقها اليوم أنها أعطت مساحة التعبير نفسًا جديدًا لقضية حرمان الشعب من الحياة بفضل النساء بدون حضور أي صنم وما أكثر الأصنام في بلادي.
إن المتظاهرات في الساحة تحدين الأحكام النمطية عليهن وتحولن لنموذج ملهم لبقية النساء في كلُ المحافظات.
هذا الحضور اليوم بلا شك سيتسبب بحالة من الإرباك ليس للمجلس الرئاسي والحكومة والقضاء والقوى والأحزاب السياسية، بل التحالف أيضا السعودية والإمارات، فالمشهد اليوم يستوعب الجميع ويدعوهم لمراجعة كلُ الأجندة السياسية، ويفسح المجال للتدافع والتنافس والتعاون لتصحيح الوضع المعيشي وحياة الناس، حتى وإن كان لاتزال هناك شريحة عالقة في تصوراتها المنغلقة، ولم تنفتح على فكرة الجنوب الكاملة المتنوعة واليمن، فثمة من لم يتقبل وجود نساء سافرات في المشهد، كذلك من لم يتقبل ظهور نساء بصوت آخر شجاع أو توجهات مدنية أو على مستوى اليمن، إذا لا بد من تسليط الضوء على جميع الشخصيات النسائية، وترقب ماذا يمكن أن يصنعنه بالكثير من التركيز حين يمس الأمر حقوقهن وكرامتهن؟.
ولا ننسى أن المشهد بعد التحرير قد أبرز وجود محاولات إقصائية مارستها بعض النساء تجاه أخريات، ومارسها بعض الرجال تجاه النساء، وانطلق الطرفان من اعتبار أحقية وجود تيار واحد فقط في الصورة والصدارة، وعدم الاعتراف بالأخريات المختلفات، لا سيما حال التقدم لمراكز صناعة القرار، وكانت ردّة الفعل عنيفة وقاسية تحمل خلفيات نفسية وأيديولوجية، ابتداء من ردة الفعل العنيفة التي قوبلت بها الفعاليات النسوية والنسائية المختلفة، وصولًا إلى منعها والتحريض ضدها، (وقد ذكرت إحدى الأخوات في ساحة الانتفاضة ذلك بأنها نكاية بنساء القمة النسوية سترفع علم الجنوب، وإن منظمات المجتمع أحضرن النازحات بالباصات)، في موقف لا أريد تفسيره بالسيء؟، كما كان حضور النساء في الفضاء العام مشروطًا بقوالب معينة يضعها كل من في السلطة تجاه الجميع، وكانت هناك اشتراطات إضافية يفرضها البعض لقبول وجود النساء في المشهد، لا سيما في الصفوف الأولى، مع وجود حالة تململ من هذا الملف واعتباره ثانويًا في هذه المرحلة، أو قبوله بالإكراه لاعتبارات تتعلق بالتعاطي مع الضغوط الدولية والصورة العصرية التي يراد تسويقها عن اليمن الجديدة، دون قناعة جادة بأحقية هذا الوجود ولا بتلك الأدوار.
على المجتمع أن يثق بالنساء بكفاءتهن وقدرتهن على العمل والتأثير والإنجاز والبناء دون وصاية أو تشكيك، ودون الدعوة إلى إقصاء أو إبعاد إلى الصفوف الخلفيّة، بل على العكس أن يمكّنهن ويدفعهن للواجهة لإيمانه اليوم بدورهن وكفاءتهن، فهي شريكة النضال والتضحية والبذل والعطاء والصبر أيام المحن والشدائد.
هذا الحضور الطاغي للنساء في هذه الموجة من الثورة جعل اليوم مميزًا حصدت فيه النساء المزيد من المكاسب المضافة لما حققته لسنوات من النضال، كانت تظن السلطة المذكورة في أعلى مقالتي بأنه لن يكون هناك حدثًا يخلده التاريخ، وأنه سيتوقف هنا وينتهي هنا، هي مهلة قوامها فترات زمنية ربما متقاربة أو متباعدة إلا أنها لن تنطفئ ولن تختفي ولن تموت، مهما بقبق المبقبقون والمبقبقات على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، أصحاب الدفع المسبق الذين واللواتي تلوثت حياتنا بأصواتهم وأصواتهن بالبوق والطبل لعبادة العملة فقط والتي يدفعها القائد منهم قبل عبادة القائد أي كان اسمه ولقبه ومنصبه، فاستعادة ساحة العروض لرونقها اليوم أنها أعطت مساحة التعبير نفسًا جديدًا لقضية حرمان الشعب من الحياة بفضل النساء بدون حضور أي صنم وما أكثر الأصنام في بلادي.