في زمن المسوخ السياسي، نعيش لحظة طيران نادرة، بطائرة يمنية تعاني من "اضطراب جوي سياسي"، حيث أقنع وسطاء في الشرعية، رئيسهم المقيم في عدن، من أن هبوط الطائرة القادمة من مطار الملكة علياء، في مطار عدن، سوف يعرض المطار إلى قصف حوثي ردا على إسرائيل، وهنا بدأت الملهاة، أو قل، المسرحية "العميقة" التي لا تصلح إلا للعرض في مسرح العبث الوجودي، أو في نشرة أخبار قناة اليمن الرسمية.
الرئيس الغيور على عدن، خرج علينا بتصريح عظيم، خطير، تاريخي، كاشف: طلبنا عودة الطائرة إلى عدن، ولكن الحوثيين رفضوا، وهددوا بقصف مطار عدن إن عادت.
وبما أن الشرعية تضع سلامة الحوثي فوق كل اعتبار، فقد عاد المسافرون، من ركاب ومرضى، على متن الطائرة، إلى صنعاء، حيث الحوثي يوزّع الأمانات على الجميع، كما يوزع دعوات البلطجة والابتزاز، المجانية، على جماعته في شرعية الخزي والعار.
السؤال: من يحكم؟ ومن يُؤذّن؟
هل نحن أمام حكومة "شرعية" أم أمام فرع علاقات عامة للحوثي؟
هل نحن نعيش في دولة أم في مكتب بريد لتوصيل تهديدات الحوثيين؟
أصبحنا اليوم نحتاج إلى تصريح من عبدالملك الحوثي، حتى نعيد طائرة.
وغدًا قد نحتاج إلى موافقته لرفع أذان الفجر في جبل معاشيق.
والأطرف من ذلك أن الشرعية تعاملت مع التهديد بالحكمة والصبر والاتزان...
أي حكمة؟!
أي صبر؟!
أي اتزان؟!
نحن نعيش في زمن "مضغ الكرامة"، حيث الطائرات تسير وفق إشارات المرور الحوثية، والحكومة الشرعية تكتفي بإرسال شكوى للأمم المتحدة مصحوبة بصورة حزينة لرئيس الدولة وهو يتفقد المطار من بعيد، خلف الزجاج المضاد للواقع.
يا قوم، إن كانت مطاراتنا بيد الحوثي، وقرارنا الجوي مرهون بمزاج الحوثي، وحتى الطيور المهاجرة تحتاج تنسيقًا من الحوثي، فماذا تبقى من الدولة غير شعارها في واجهة صفحة الفيسبوك الرسمية للحكومة؟
إننا لا نحتاج إلى طائرات يا سادة، نحن نحتاج إلى شخصية محترمة تمثل الدولة، إلى موقف، إلى رجال يقولون لا في زمن أصبحت فيه الـ"لا" فعلًا محظورًا في قاموس العليمي، والشلة.
أفيقوا، فالسخرية لم تعد تكفي، والمهزلة لم تعد مضحكة.
لقد صار للحوثي ومن يمثله في دولة معاشيق، رأيا حكيما، أما الشركاء مع الشرعية فهم بحكم الطائرة الضائعة.
الرئيس الغيور على عدن، خرج علينا بتصريح عظيم، خطير، تاريخي، كاشف: طلبنا عودة الطائرة إلى عدن، ولكن الحوثيين رفضوا، وهددوا بقصف مطار عدن إن عادت.
وبما أن الشرعية تضع سلامة الحوثي فوق كل اعتبار، فقد عاد المسافرون، من ركاب ومرضى، على متن الطائرة، إلى صنعاء، حيث الحوثي يوزّع الأمانات على الجميع، كما يوزع دعوات البلطجة والابتزاز، المجانية، على جماعته في شرعية الخزي والعار.
السؤال: من يحكم؟ ومن يُؤذّن؟
هل نحن أمام حكومة "شرعية" أم أمام فرع علاقات عامة للحوثي؟
هل نحن نعيش في دولة أم في مكتب بريد لتوصيل تهديدات الحوثيين؟
أصبحنا اليوم نحتاج إلى تصريح من عبدالملك الحوثي، حتى نعيد طائرة.
وغدًا قد نحتاج إلى موافقته لرفع أذان الفجر في جبل معاشيق.
والأطرف من ذلك أن الشرعية تعاملت مع التهديد بالحكمة والصبر والاتزان...
أي حكمة؟!
أي صبر؟!
أي اتزان؟!
نحن نعيش في زمن "مضغ الكرامة"، حيث الطائرات تسير وفق إشارات المرور الحوثية، والحكومة الشرعية تكتفي بإرسال شكوى للأمم المتحدة مصحوبة بصورة حزينة لرئيس الدولة وهو يتفقد المطار من بعيد، خلف الزجاج المضاد للواقع.
يا قوم، إن كانت مطاراتنا بيد الحوثي، وقرارنا الجوي مرهون بمزاج الحوثي، وحتى الطيور المهاجرة تحتاج تنسيقًا من الحوثي، فماذا تبقى من الدولة غير شعارها في واجهة صفحة الفيسبوك الرسمية للحكومة؟
إننا لا نحتاج إلى طائرات يا سادة، نحن نحتاج إلى شخصية محترمة تمثل الدولة، إلى موقف، إلى رجال يقولون لا في زمن أصبحت فيه الـ"لا" فعلًا محظورًا في قاموس العليمي، والشلة.
أفيقوا، فالسخرية لم تعد تكفي، والمهزلة لم تعد مضحكة.
لقد صار للحوثي ومن يمثله في دولة معاشيق، رأيا حكيما، أما الشركاء مع الشرعية فهم بحكم الطائرة الضائعة.