وجدت نفسي الليلة محاطا بين جماعة من أهلي في باتيس الخضراء يريدون مني إجابات عن تساؤلاتهم وهمومهم وبالذات فيما يتعلق بالوضع المعيشي وتدهور الخدمات والعملة..

البعض كان حانقًا من شراكة الانتقالي في الشرعية والبعض يلومه في إحجامه عن مصارحة الناس في من يقف خلف هذا الوضع المأساوي فعلا والبعض مع الانتقالي ولكنه حانقا منه لأنه لم يلمس من شراكته ما يوحي بتحسن ولو طفيف في الأوضاع الحياتية فيما قال آخرون أن الانتقالي ذهب باتجاه العمل مع الخارج ونسي الداخل ومن هنا التقطت هذه الملاحظة ووجدتها فرصتي للحديث بالقول : أولا. حتى الآن ما يزال الانتقالي ليس حزبا حاكما وبالتالي فعمله سياسي، تنظيمي بامتياز

لهذا فمخاطبة الخارج ليس نقيصة يلام عليها.

ثانيا. تحميل الانتقالي وحده تبعات التدهور المريع في الأوضاع المعيشية قول يردده البعض جهلا وتماهيا مع ما يسمعه ويكثر من ترديده أعداء الانتقالي وهم كثر أو حنقا من ذوي الفطرة السليمة كردة فعل فيما كان يراهن عليه وثقته في الانتقالي التي رآها ليس كما راهن عليها ولكنهم لا يدركون حكولات الساسة وخوازيقها. وأن السياسة بمفهوم اليوم فن الممكن وطول بال وانتظار اللحظة المناسبة.

ثالثا. حرب الخدمات وتدهور الأوضاع ليست وليدة اليوم ولكنها عملية سياسية وجدت ما قبل وجود الانتقالي وشراكته وهذا ما نقله لنا وزير الخارجية السابق المخلافي جزاه الله خيرا وبالتالي لماذا لا يكن ذلك عقابا متفقا عليه جراء المواقف الصريحة والمعلنة المتمثلة في استعادة الدولة الجنوبية؟

رابعا. الساحة الجنوبية لا تدار بسياسة الانتقالي وحده فهناك لاعبون ومتطفلون وحاقدون كثر .

خامسا. الحل العملي والرادع لكل أجندة القوى الهادفة النيل من الجنوب بإيجاد جبهة وطنية عريضة متماسكة للصد والمواجهة وبالتالي الانطلاقة ولكن هل هذا ما يدركه ويجمع عليه الجنوبيون .

سادسا . البناء على ما تحقق وليس هدم المعبد وبالتالي تقع على الانتقالي مسؤولية كبيرة أكثر من غيره الترميم وسد الثغرات في المصالحة الوطنية المجسدة بالأقوال والأفعال.

سابعًا . عودة القيادات السياسية إلى إدارة العملية السياسية من الداخل والارتباط بمعاناة الناس وهمومهم .