​في ذكرى رحيل المناضل الوطني والقامة الصحفية هشام باشراحيل، رئيس تحرير صحيفة "الأيام "رحمه الله وطيب ثراه حري بنا استحضار محطات هامة في حياته ولكني هنا أستحضر واحدة مها عشتها معه لحظة بلحظة عن قرب، محطة وقف فيها الرجل بصلابة وثبات وقوة، تلك المحطة التي أراد علي عبدالله صالح ونظامه تطويق ومحاصرة صحيفة "الأيام" كمرحلة أولى من مخطط تآمري لإغلاقها، حيث عمد النظام حينها على توجيه نيابة الصحافة والمطبوعات بتكثيف الرقابة على الصحيفة وموادها المنشورة، وربما لا يعلمون أن الناشرين هشام وتمام باشراحيل وأسرة التحرير كانت أكثر حرصا ودقة على النشر بما لا يخالف قانون الصحافة والمطبوعات، ومع ذلك تلقت الصحيفة وناشريها  وكتابها نصيبا وافرا من الاستدعاءات وأوامر التكليف للحضور الى النيابة ورئيسها القاضي سعيد العاقل، الذي لا يهدأ له بال الا بجرجرة الصحيفة إسبوعيا الى النيابة، بل تفنن في صياغة لائحة الاتهامات.

وأشهد إن ما يمر إسبوعا الا وإدارة الاستعلامات التي تتلقى البريد الذي يضم مذكرات نيابة الصحافة والمطبوعات بالتكليف للحضور باطلا.

وما يشرح الصدر في هذه المحطة التي أستحضرها هنا ان هشام باشراحيل، وفور إستلامه لهذه الأوامر والتوقيع على إستلامها ويستفتح يوم عمله بها، لا يظهر أي حنق أو غضب، بل نجد يهز رأسه: "بيننا الأيام"، وأثبتت الأيام نصرة الحق الذي أمسك بزمامه وناصيته حتى آخر يوم في حياته.

بقى من هذه المحطة ومسكها تفاصيل ذهاب هشام باشراحيل صباحا الى النيابة للمساءلة او المحكمة لسماع منطوق الحكم، نجده في آخر أناقة وشياكة يسنده فريق من كبار المحامين وأعداد من المناصرين، وجهاء وقادة الرأي والفكر والحراك السلمي الجنوبي ونشطاء المجتمع المدني  بعضهم يصل من مناطق الجنوب القريبة.

إجمالا لهذه المحطة الهامة في حياة أبي باشا التي حاولوا إرهاقه لكنها زادته صلابة وقوة ووهجا وحبا بين الناس الذي دفع حياته ثمنا دفاعا عن حريتهم وحقهم في العيش الكريم والانتصار لقضية شعب الجنوب الذي حمل رايتها وكان لسان حالها حتى لاقى ربه ونسأله تعالى ان يسكنه الفردوس الأعلى.

*سكرتير تحرير سابق لصحيفة "الأيام"