> "الأيام" سبوتنيك:
مع استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل واحتمالية استمرار الصراع لفترة أطول وربما اتساع رقعته في المنطقة والعالم، برزت تساؤلات حول الدور القادم لجماعة "أنصار الله" اليمنية، في تلك الأزمة وهل ستتغير وتيرة إطلاق الصواريخ أما ستظل متقطعة كما كان يحدث خلال الفترة الماضية.
يرى مراقبون أن الدور الذي يمكن أن تلعبه "أنصار الله" في الفترة القادمة ربما يكون أكثر دقة وعنفا في إطلاق الصواريخ واستهداف الداخل الإسرائيلي، خاصة بعد إعلان عبد الملك الحوثي، زعيم "أنصار الله"، مساندته ووقوفه بجانب إيران بشكل مباشر وأن جماعته "ضمن محور المقاومة"، بينما يرى آخرون أن مشاركة الجماعة سوف تظل بالوتيرة ذاتها نظرًا لقلة الأعداد التي تمتلكها من الصواريخ علاوة على وضعها الاقتصادي والحصار المفروض عليها، لذا سوف تظل مشاركتها هامشية، لكنها ستكون رهنًا لما يقرره المحور الموالية له.
بداية، يقول الخبير العسكري من العاصمة اليمنية صنعاء، العميد عبد السلام سفيان: "الحقيقة نحن جزء من هذه الحرب ونحن في قلب المعركة من الوهلة الأولى، وهي معركة واحدة ابتداء من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما تلاه من ارتدادات على مستوى لبنان وما جرى في سوريا وما يجري من عدوان في اليمن، وموقفنا المتصاعد والثابت في مسألة الإسناد، جميعها جزء من تصوراتنا لطبيعة الصراع القائم".
- معركة وجودية
وأضاف سفيان، في حديثه لـ"سبوتنيك": "اليوم المعركة أخذت شكلا أكبر، شكل معركة وجودية لا تتوقف على مسألة وجود لدولتين وإنما لمشروعين في المنطقة لمشروع أو لمشاريع كبرى هي معركة وجودية بكل ما تعنيها الكلمة من معنى، ونحن ندرك أهمية هذه المعركة، والأبعاد الخطيرة التي سيؤول إليها مستقبل الصراع ومستقبل هذا الوجود، ندرك أنه إذا تمكن الصهاينة وحلفاؤهم من الغربيين أن ينتصروا لا قدر الله، أو يحققوا أهدافهم، أننا ذاهبون إلى عصر إسرائيلي ربما مئة سنة من الاستعباد، وربما تتغير كثير من الموازين لها ارتباطاتها بالموازين الدولية الكبرى".
وقال الخبير العسكري: "نحن مطمئنون لما نراه في اليمن وفي لبنان وفي بقية المحور، مطمئنون للمستوى الذي تقدمه إيران ونحن أيضا جزء من هذه المعركة، صواريخنا ما زالت حاضرة وما زلنا جزءا من هذه المعركة بحدودها بمتطلبات الموقف".
- مفترق الطرق
وقال سفيان: "الأمريكي إذا غامر بالحرب المباشرة سيضع العالم أمام مفترق طرق، ولا شك أن هناك قوى كبرى تراقب وهي تستشعر أنها جزء من هذا المخطط الذي يستهدف الصين بالدرجة الأولى، ويستهدف كل القوى الحية التي تتطلع إلى نظام عالمي جديد".
- توازن القوى
في المقابل، قال الباحث السياسي اليمني الدكتور عبد الستار الشميري: "في ظل حرب كبيرة وشاملة بهذا المستوى تبقى مساعدة الحوثيين (أنصار الله) هامشية جدا وطرفية، لأنها تملك بضعة صواريخ، وصاروخ واحد عندما ينطلق ويتم اصطياده خارج الحدود الإسرائيلية أو يصل إلى حفرة فلن يؤثر المعركة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "يمتلك الحوثيون (أنصار الله) صواريخ ولكن الآن أثرها في ميزان اشتباك بهذا المستوى أصبح هامشي، ولذلك رأينا أنها لم تطلق إلا بعد محاولات كلها فشلت، القوات الحوثية كانت عندما يعني تطلق صواريخ إلى البحر الأحمر، وتضر بالاقتصاد العالمي وبعد التسوية التي وقعتها مع أمريكا بالتوقف، اعتقد أنهم أصبحوا غير موجودين في توازن القوى".
- صراع استنزاف
وأضاف الشميري: "أننا ذاهبون إلى حرب ربما هي حرب استنزاف بالدرجة الأولى، قد تنتهي بتسوية ما فيها شبه إذعان، أو خارطة طريق لمنعها من أي تصعيد لهذه المصدات، وأعتقد أن الحوثي سيتأثر، أو أنه تأثر تأثرا بالغا بما تتعرض له إيران كونها هي المدد الحقيقي له من الأسلحة خاصة النوعية والصواريخ والمسيرات".
- معركة واحدة
وصرح زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، اليوم االخميس، بأن "العدوان الإسرائيلي الغادر على إيران يمثل تطورا خطيرا يمس المنطقة بأسرها"، مشيرًا إلى أن "المعركة الممتدة من قطاع غزة إلى إيران هي معركة واحدة".
وفي كلمة متلفزة، اتهم الحوثي أمريكا والغرب بـ"توظيف الملف النووي الإيراني كذريعة لمواقفهم العدائية ضد إيران، رغم أن دولا أخرى منها العدو الإسرائيلي، تمتلك أسلحة نووية وتنتجها دون محاسبة".
- أسباب العداء
واعتبر الحوثي أن "الموقف العدائي الغربي تجاه إيران نابع من كونها دولة مستقلة ومتحررة ترفض الخضوع، وتسعى لبناء نهضة إسلامية قائمة على الاستقلال"، لافتا إلى أن أمريكا دخلت في مفاوضات مع طهران بوساطة عمانية قبيل الهجوم، في خطوة وصفها بـ"الخداع".
وأوضح الحوثي أن "إيران تختلف جوهريا عن الأنظمة التابعة للغرب، إذ ترفض التبعية وتتمسك بمواقفها ومبادئها الإسلامية"، مشيرًا إلى أن "دعمها الثابت للشعب الفلسطيني لم يتغير، وهو ما يجعلها عرضة لعداء متواصل من الولايات المتحدة وإسرائيل".
ورأى الحوثي أن "الملف النووي يُستخدم كذريعة من الغرب ضد إيران، رغم أن الأخيرة فتحت منشآتها للرقابة وقدمت كل الضمانات لطمأنة المجتمع الدولي بشأن سلمية برنامجها"، وفي المقابل، تساءل عن الصمت تجاه امتلاك أمريكا وإسرائيل للسلاح النووي، رغم خطورته على البشرية، مذكرا باستخدامه سابقا لإبادة المدنيين في اليابان.
- الصمود الإيراني
وأشار الحوثي إلى أن "العدوان على إيران تزامن مع حملة إعلامية شرسة وحرب نفسية، لكنه فشل في تحقيق أهدافه"، في ظل ما وصفه بـ"الصمود الإيراني والرد المدمر والفاعل"، الذي "ألحق بالعدو خسائر كبيرة، وأجبره على وضع غير مسبوق من الرعب والارتباك داخل الكيان الإسرائيلي".
وختم زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، بأن "الرد الإيراني بحجمه وقوته غير مسبوق، وأحدث حالة من الذعر بين الصهاينة إلى حد محاولة البعض الهروب من فلسطين عبر الزوارق إلى قبرص".
وشنت إسرائيل، فجر الجمعة الماضية، ضربات جوية مفاجئة ضد إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وردا على الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، أعلنت إيران بدء عملية "الوعد الصادق 3"، التي تضمنت قصف تل أبيب بمئات الصواريخ.
وأظهرت لقطات متداولة مشاهد لدمار وصفته بعض التقارير بأنه غير مسبوق في تل أبيب، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران خرقت الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية، على حد وصفه، مضيفا: "مستمرون في الدفاع عن مواطني إسرائيل والنظام الإيراني سيدفع ثمنا كبيرا لقاء أفعاله".