حين نُكرّر عبارة "المرأة نصف المجتمع"، نظنّ أننا بذلك ننصفها، أو على الأقل نُثبت اعترافًا بقيمتها. لكن هل يكفي أن نُسميها نصفًا ونحن نُقصيها من النصف الآخر؟ وهل يمكن لمجتمع أن ينهض بجناح واحد بينما يُقيد الجناح الثاني بثقافة التبعية والصمت؟
في اليمن، المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي حجر الأساس الذي يُبنى عليه النصف الآخر. هي المعلّمة الأولى، الحاضنة الأولى، والمُشكّلة الأولى لمفاهيم الأطفال عن الحياة، عن الوطن، وعن الذات. لكن هذا الدور الحيوي كثيرًا ما يُختزل في واجبات منزلية، أو يُمحى تمامًا تحت غبار الحرب والحرمان.
لقد أثبتت السنوات الماضية، بكل ما حملته من أزمات، أن المرأة اليمنية ليست كائنًا هشًا أو تابعًا، بل هي عمود خيمة العائلة، وملاذ الصغار حين يغيب المعيل، ورافعة الصبر حين يسقط كل شيء. ومع ذلك، لا تزال كثير من البُنى المجتمعية والقانونية تُصنّفها على أنها"دون"، أو على الأقل "ثانوية".
المفارقة أن كثيرًا من الذين يُطالبون بنهوض اليمن، لا يرون في المرأة سوى رمز عاطفي للكرامة أو التضحية، لا شريكًا فاعلًا في البناء السياسي والاقتصادي والتربوي. كأن وظيفتها فقط أن تصمد، لا أن تقرر.
ليس المقصود هنا إثارة جدل بين الرجل والمرأة، بل إعادة توازن. لأن العلاقة السليمة بينهما لا تقوم على الغلبة، بل على الشراكة. وإذا كنا نريد يمنًا جديدًا، فلا يمكن أن نبنيه بمنطق التمييز، أو بتجميل العبارات دون تغيير الواقع.
لقد حان الوقت لننظر للمرأة لا كـ"نصف"، بل كـ"أساس". أساس في التنشئة، في الأخلاق، في التعليم، في إعادة بناء المجتمع من الداخل. فالمرأة التي تُحرم من التعليم، لا يُظلم فرد واحد فقط، بل تُظلم معها أجيال. والمرأة التي تُقصى من المشاركة في القرار، يُقصى معها صوت العقل، والتوازن، والرحمة.
في النهاية، لا يمكن أن نُطالب بالعدالة في وطن لا تنال المرأة فيه حقها. ولا يمكن أن نُبشّر بالنهضة ونحن نُقيّد يد من تصنع النهضة في صمت كل يوم.
فلتكن البداية: أن نُعيد تعريف موقع المرأة، لا في الشعر والخطابات، بل في الواقع وفي العقول. هناك، تبدأ الأمم خطواتها الأولى نحو النهوض.
في اليمن، المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل هي حجر الأساس الذي يُبنى عليه النصف الآخر. هي المعلّمة الأولى، الحاضنة الأولى، والمُشكّلة الأولى لمفاهيم الأطفال عن الحياة، عن الوطن، وعن الذات. لكن هذا الدور الحيوي كثيرًا ما يُختزل في واجبات منزلية، أو يُمحى تمامًا تحت غبار الحرب والحرمان.
لقد أثبتت السنوات الماضية، بكل ما حملته من أزمات، أن المرأة اليمنية ليست كائنًا هشًا أو تابعًا، بل هي عمود خيمة العائلة، وملاذ الصغار حين يغيب المعيل، ورافعة الصبر حين يسقط كل شيء. ومع ذلك، لا تزال كثير من البُنى المجتمعية والقانونية تُصنّفها على أنها"دون"، أو على الأقل "ثانوية".
المفارقة أن كثيرًا من الذين يُطالبون بنهوض اليمن، لا يرون في المرأة سوى رمز عاطفي للكرامة أو التضحية، لا شريكًا فاعلًا في البناء السياسي والاقتصادي والتربوي. كأن وظيفتها فقط أن تصمد، لا أن تقرر.
ليس المقصود هنا إثارة جدل بين الرجل والمرأة، بل إعادة توازن. لأن العلاقة السليمة بينهما لا تقوم على الغلبة، بل على الشراكة. وإذا كنا نريد يمنًا جديدًا، فلا يمكن أن نبنيه بمنطق التمييز، أو بتجميل العبارات دون تغيير الواقع.
لقد حان الوقت لننظر للمرأة لا كـ"نصف"، بل كـ"أساس". أساس في التنشئة، في الأخلاق، في التعليم، في إعادة بناء المجتمع من الداخل. فالمرأة التي تُحرم من التعليم، لا يُظلم فرد واحد فقط، بل تُظلم معها أجيال. والمرأة التي تُقصى من المشاركة في القرار، يُقصى معها صوت العقل، والتوازن، والرحمة.
في النهاية، لا يمكن أن نُطالب بالعدالة في وطن لا تنال المرأة فيه حقها. ولا يمكن أن نُبشّر بالنهضة ونحن نُقيّد يد من تصنع النهضة في صمت كل يوم.
فلتكن البداية: أن نُعيد تعريف موقع المرأة، لا في الشعر والخطابات، بل في الواقع وفي العقول. هناك، تبدأ الأمم خطواتها الأولى نحو النهوض.