الثلاثاء, 08 أبريل 2025
194
منذ أن عرفت صحيفة "الأيام" ومحرريها الأعزاء، لم تنحرف يوماً عن خطها الوطني ولا عن مهنيتها الأصيلة التي أرساها عميدها الراحل الأستاذ محمد علي باشراحيل، الرجل الذي لم يكن مجرد صحفي، بل كان صاحب مشروع وطني وثقافي آمن بالكلمة الحرة، وبأن الصحافة سلطة أخلاقية قبل أن تكون مهنة.
"الأيام" لم تكن يوماً صحيفة السلطة، ولا صحيفة المعارضة الصاخبة، بل كانت صحيفة الناس. من عدن إلى صنعاء ومن صعدة إلى المهرة كانت تنقل الهمّ اليمني بلغة واضحة وصادقة، بلا مزايدات ولا انحيازات. خطها المستقيم لم يكن مجرد نهج، بل التزام أخلاقي ومهني حافظت عليه رغم العواصف، ورغم ما تعرضت له من مضايقات وتعطيل متعمد.
في زمن التزييف الإعلامي والتوظيف السياسي، بقيت "الأيام" صوت العقل والحكمة، وصفحة مفتوحة للرأي والرأي الآخر. لم تتغير بوصلتها، ولم تتنازل عن شرف المهنة، وكانت في كل مرحلة من مراحل اليمن الصعبة شاهدة وموثقة، حاملة للقلق العام، وناقلة لصوت المهمشين.
ورغم التحولات الكبرى ومرارة الحرب وتبدّل المواقف بقيت "الأيام" كما عهدناها لا تتلون، لا تهادن، ولا تشيخ، لأنها لم تُبْنَ على لحظة، بل على مسيرة نضال وقيم، ولأنها كتبت تاريخها بالحبر والصدق لا بالموقف الطارئ.
رحم الله مؤسسها، وبارك الله في من حمل الأمانة من بعده.
ولكل من يكتب تحت رايتها: شكراً لثباتكم، شكراً لـ "الأيام".