أخر تحديث للموقع
الخميس, 10 يوليو 2025 - 01:29 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • عليك مني السلام

    عبّود علي الشعبي




    ذهب الوطن، وإنّ في القلب لغصّة، مَنْ يعيده إلينا؟

    جُرِحَت عدن وأي جرح أصابها؟

    بين لحظة المجد في طابور المدرسة زمان، واللحظة الراهنة مساحة شاسعة من الحنين والشّجَن..

    لم يبقَ من الأمكنة المسكونة بالحب والسلام، غير حجارة مبعثرة وبقايا رمل مهدور، لأن الذين جاءوا عجزوا عن رصِّ الحجارة وإعادة البناء ولملمة التراب، قعدوا منتظرين،

    وأسوأ الحال طول الانتظار..

    أمّا رئيس الحكومة، لا يقدر على شيء، بل هو يعاني كما صرّح للمتظاهرين..

    لم نرَ من قبل في مدينة عدن حكومة حارت واستدارت واستجارت، كمثل حكومات الشرعية..

    ما يفعل القوم في معاشيق؟

    عليك مني السلام.. يا جنوب أشْبَعَ أهله، وأعزّهم ووافاهم وحملهم، وما تركهم لكربة ولا ضائقة.

    اشتقنا ليد كانت تعطي بلا مَنّ

    تحنُّ.. تشفق.. تُغدق، تيك الروح السخية والكف النديّة.. طالما تغنّى بها الروح فلا كلَّ ولا مَلَّ:

    عليك مني السلام يا أرض أجدادي..

    ففيك طاب المقام وطاب إنشادي..

    لم نسمع عن جائعاً، ولا متسولاً، ولا فقيراً، كان الدولار تحكمه 7 شلنات أبد الدهر، اليوم لا مجلس الثمانية ولا حكومة المناصفة، ولا البرلمان القديم، ولا شورى ولا هيئة تشاور، ولا لجان ولا مؤسسات ولا بنك ولا مالية، أوقفت هذا الانهيار المريع للريال.

    مضت 10 سنين والوطن يُنتقص منه ثروة وسيادة، حتى كُرِهَ فيه المقام، وهو أحبُّ الأشياء إلى قلوب ساكنيه، فلا الأُمم المتحدة رقّت لحال أهل البلد، ولا رؤساء البلد الكُثر أشفقوا على بلدهم، بل بقوا في انتظار إشارة الإقليم، وإيماءة هيئة الأُمم، وتركوا الوطن مبعثرًا..

    عليكَ مني السلام.. كانت يد الشعب العليا، كانت الكرامة، كان العزُّ في أبهى صوره، والذين جاءوا من بعدهم، يأسٌ جاثم، وفقرٌ حاضر، وإخفاقٌ ذريع..

    تقول الحكومة من معاشيق.."نحن نعاني مثلكم"!

    هذا تفكير خاطئ أيُّها السادة، حذّر منه الفيلسوف الروائي ابيكتويتوس:" بوجوب الاهتمام بإزالة الأفكار الخاطئة من تفكيرنا، أكثر من الاهتمام بإزالة الورم والمرض من أجسادنا"، سؤال للشرعية والتحالف: متى تنفرجُ الأزمة؟

    ضاق الحال، فكّوا الحصار، هل عجز التحالف الغني أن يسمِّن ريالنا الهزيل قليلاً، من أجل الشعب ليس من أجل الشرعية، من أجل أخوّة المتجاورين، وهذه الخُلّة التي لها في سِفر الزمان مكان..

    متى يصدقُ فينا قول الناظم:

    وقلتُ لقلبي إنْ نزا بكَ نزوةٌ

    مِنَ الهمِّ افرح أكثرُ الروعِ باطلُهْ

    متى تنفرجُ الأزمة يا تحالف؟

    قليلٌ من الماء البارد يطفي لاعج القلب، فإنّ في روح الشعب حُرقة..

    عشر سنين ويزيد وعلى الوطن الحرب.. ردّوا علينا وطننا الأول الذي كنا ننشد من أجله:

    عليك مني السلام يا أرض أجدادي

    ففيك طاب المقام وطاب إنشادي.

المزيد من مقالات (عبّود علي الشعبي)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال