> «الأيام» سكاي نيوز عربية:
أكد خبراء اقتصاد أن حمى انهيار البنوك الأميركية الثلاثة "سيلكون فالي" و"سيجنتشر" و"سيلفر جيت" بدأت كأزمة سوء إدارة وتحولت مباشرة إلى أزمة ثقة نتيجة تأهب المستثمرين لأزمة مالية عالمية جديدة مثل تلك التي حدثت في العام 2008.
وتسيطر حالة من عدم اليقين على الأسواق العالمية وارتفاع حالة العزوف عن المخاطرة، على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات الحكومية الأميركية، وكذلك تعهد المجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنوك مركزية كبرى في العالم بتعزيز السيولة في السوق ودعم المصارف بعد التوصل إلى صفقة تاريخية استحوذ بموجبها بنك "يو.بي.إس" السويسري على كريدي سويس لمحاصرة الأزمة المصرفية.
وفيما كشف بنك "يو.بي. إس" عن تقديمه عرضا لشراء بنك "كريدي سويس" بقيمة 3 مليارات فرنك سويسري (3.2 مليار دولار)، بما يعادل 0.76 فرنك للسهم الواحد، بحيث يحصل مساهمو كريدي سويس على سهم واحد من "يو بي إس" مقابل كل 22.48 سهم من أسهم كريدي سويس، طلب ائتلاف يضم بنوكا أميركية متوسطة الحجم من الهيئة الناظمة الفيدرالية للمصارف ضمان جميع ودائع عملائهم لمدة عامين، حتى للمبالغ التي تفوق الحد البالغ 250 ألف دولار، لتفادي انتقال عدوى الإفلاس إليها.
- "إدارات المخاطر في البنوك" المتهم الأول
في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" يؤكد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "ماس" للاستشارات، مازن سلهب أن "ما يجري من انهيار وتراجع لبعض البنوك الأمريكية هو نتاج فشل إداري بامتياز مرده الإدارات العليا في البنوك ومنها إدارات المخاطر بالإضافة إلى الزخم الإعلامي، الذي جعل من انتشار المعلومة والفضيحة أكثر سهولةً وأسرع تأثيرا وهكذا كانت ردة فعل المودعين سلبية لكنها مبررة".
- الفرق بين أزمة 2008 والأزمة الحالية
ومع تأهب المستثمرين لأزمة مالية عالمية جديدة مثل التي حدثت في عام 2008، يشير رائد الخضر رئيس قسم أبحاث الأسواق المالية في مجموعة "Equiti"، إلى أن أزمة البنوك الحالية بما فيها سيليكون فالي ما هي إلا سوء إدارة ولا ترتبط بما حدث في العالم سابقاً، موضحاً الفرق بينها وبين الأزمة المالية العالمية بقوله: "بدأت أزمة عام 2008 بارتفاع أسعار العقارات بشكل مبالغ فيه، وارتفاع نسبة الاقتراض بين المستثمرين مع عدم وجود لوائح تنظيمية صارمة وتلاعب بالبيانات، وعندما بدأت الأزمة من بنك ليمان براذرز، بدأت عدوى انهيار البنوك تنتقل إلى العالم كله، أما الآن فالأزمة مختلفة تماماً، فهي غير متربطة بارتفاع أسعار سلع معينة دون غيرها، أو ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين".
- المركزي يرفع الفائدة 8 مرات
وسجل معدل التضخم في الولايات المتحدة لشهر يناير 2023 تباطؤاً من 6.5 بالمئة إلى 6.4 بالمئة على أساس سنوي.
- مخاوف انتقال عدوى البنوك لاتزال تلوح في الأفق
وعلى الرغم من أن سوء الإدارة يقف وراء أزمة بنك سيليكون فالي، إلا أنه يجب الوضع بعين الاعتبار، أن مخاوف انتقال عدوى البنوك لاتزال تلوح في الأفق، طبقا للخضر، الذي أكد أن استمرار رفع الفائدة الأمريكية بقوة تضغط على أداء الشركات وبالأخص شركات القطاع التكنولوجي المتوسطة والصغيرة التي تلجأ دائماً إلى الدعم المالي، وبالتالي قد يتسبب هذا في انكماش القطاع التكنولوجي في الفترة المقبلة والشركات الناشئة ذات المخاطرة المرتفعة خاصة أن سيليكون فالي كان يوفر حزم الإقراض المعقدة التي تدعم مثل تلك الشركات.
- من سوء إدارة إلى أزمة ثقة
من جهته، يوضح الخبير الاقتصادي والمصرفي علي حمودي أن أزمة البنوك الأميركية بدأت أزمة سوء إدارة ثم أصبحت أزمة ثقة، مشيرا إلى أن بنك سيليكون فالي لم يفلس بسبب قلة السيولة، بل على العكس كان بنكا قويا ولديه إيداعات كبيرة، لكن البنك لم يضع هذه الإيداعات في استثمارات مضمونة تحقق له الربح مقابل الفائدة التي يدفعها للمودعين.
- ولكن كيف انتقلت إلى أزمة ثقة؟