> الحوطة «الأيام» خاص:

الكشف عن تأثير سماد اليوريا وحمض الأسكوربيك على نمو شتلات التين بلحج
> منحت جامعة لحج الباحث شاكر حامد محمد عبد الشكور شهادة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف على رسالته الموسومة بـ(تأثير الرش الورقي باليوريا وحمض الأسكوربيك على النمو والتغيرات الكيميائية في أوراق شتلات التين العادي) التي جرت مناقشتها من قبل اللجنة العلنية في قاعة السلطان علي عبدالكريم العبدلي بكلية ناصر للعلوم الزراعية.

الباحث شاكر حامد محمد عبد الشكور
الباحث شاكر حامد محمد عبد الشكور

وجاء في مقدمة الرسالة البحثية أن نبات التين العادي، المعروف علميًا باسم Ficus carica، ينتمي إلى عائلة Moraceae ويُعتبر ذا أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة. يُعتبر من النباتات التاريخية التي تم زراعتها منذ آلاف السنين في منطقة البحر الأبيض المتوسط وآسيا الصغرى. ينمو هذا النبات في المناطق ذات المناخ الحار والمعتدل، ويكثر تواجده في دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. إلى جانب قيمته الغذائية، يسهم نبات التين في تحسين جودة التربة ويعتبر مفيدًا للبيئة، حيث يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي. يتميز التين العادي بفوائده الصحية المتعددة.

ويعتبر الرش الورقي بالأسمدة هو تقنية تُستخدم لرش المحاليل الغذائية التي تحتوي على العناصر الضرورية مباشرة على أوراق النباتات. يهدف هذا الأسلوب إلى تزويد النباتات بالعناصر الغذائية بسرعة وكفاءة، مما يعزز نموها وتطورها. يتم امتصاص العناصر الغذائية من خلال الأوراق بشكل مباشر وسريع، مما يوفر الطاقة التي قد تُهدر في طرق التسميد التقليدية، وهي وسيلة فعالة لتغذية النباتات بالعناصر الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وغيرها من المغذيات الضرورية.

وعليه فإن سماد اليوريا يُعد مصدرًا أساسيًا للنيتروجين الضروري لنمو النباتات وتطورها. يساهم هذا السماد في زيادة إنتاجية النباتات وجودة المحاصيل، كما يعزز تكوين البروتينات والأحماض الأمينية الضرورية. يتميز سماد اليوريا بسهولة استخدامه وفعاليته في الزراعة، مما يجعله خيارًا شائعًا لتحسين إنتاجية المحاصيل وجودة التربة. يعتبر سماد اليوريا مهمًا للغاية للنباتات نظرًا لاحتوائه على نسبة مرتفعة من النيتروجين، وهو عنصر أساسي لنموها. يساعد هذا السماد في تعزيز إنتاج الأوراق والسيقان والثمار، كما يعزز النمو الخضري ويحسن جودة المحاصيل.

ويعتبر سماد حمض الأسكوربيك أحد منظمات النمو التي تستخدم في الزراعة لتعزيز نمو النباتات وتحسين جودة المحاصيل. يُعتبر حمض الأسكوربيك عنصرًا أساسيًا للنباتات، حيث يلعب دورًا حيويًا في عمليات التمثيل الضوئي، ويعزز امتصاص العناصر الغذائية، كما يحمي النباتات من التأثيرات الضارة للبيئة والأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم السماد المحتوي على حمض الأسكوربيك في تعزيز صحة الجذور وتطوير الأزهار والثمار. ويتميز بأهميته الكبيرة في الزراعة، حيث يُعتبر مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية الضرورية التي تدعم نمو النباتات وتحسن جودتها.

واستنتجت الرسالة البحثية من نتائج هذه التجربة استجابة ملحوظة لشتلات التين العادي التي تم تسميدها عن طريق الرش الورقي، سواء باستخدام سماد اليوريا بتركيز 46 % أو حمض الأسكوربيك. وقد أظهرت النتائج أن إضافة حمض الأسكوربيك أو سماد اليوريا، سواء بشكل منفصل أو معًا، تساهم في تحسين صفات النمو الخضري والجذري، ولوحظ زيادة في توافر العناصر الغذائية في الأوراق، وخاصة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكلوروفيل، مما يعزز من النمو الخضري والجذري ويزيد من المحتوى الكيميائي للأوراق مقارنةً بالمعاملات السمادية الأخرى ومعاملة الشاهد في التجربة. فيما يتعلق بالتسميد، تم استخدام اليوريا بتركيز 9 جرامات/لتر وحمض الأسكوربيك بتركيز 200 مليجرام/ لتر.

مناقشة الرسالة البحثية
مناقشة الرسالة البحثية

وأوصت الدراسة بتسميد شتلات التين العادي عن طريق الرش الورقي بعد مرور ثلاثة أشهر من زراعتها في المشتل، وقبل نقلها إلى الموقع الدائم، باستخدام سماد اليوريا بتركيز 46 % وحمض الأسكوربيك، وخصوصًا بتركيز 9 جرامات/لتر مع 200 مليجرام/ لتر، لتحسين نموها الخضري والجذري والمحتوى الكيميائي للنبات.

ـ يُفضل إجراء دراسات إضافية باستخدام تركيزات مختلفة من سماد اليوريا وحمض الأسكوربيك، مع تحديد مواعيد رش متنوعة، بهدف تحديد التركيز الأمثل وعدد الرشات المناسبة، بالإضافة إلى المواعيد الملائمة التي تعطي أفضل استجابة لنبات التين أو الأنواع الأخرى من الفواكه.

يتلخص تأثير الرش الورقي بسماد اليوريا وحمض الأسكوربيك، وكلاهما معًا، على شتلات التين العادي من حيث التأثير على صفات النمو الخضري والجذري والمحتوى الكيميائي للأوراق الشتلات، وعليه فإنه يتأكد من النتائج المبينة في الجداول من رقم (2 - 17) على نمط الرسالة أو من الرقم (2 أ - 4 ج) على نمط العرض عند المقارنة بين متوسطات المعاملات المختلفة للرش الورقي بسماد اليوريا أو حمض الأسكوربيك أو كلاهما معًا لشتلات التين العادي، فقد وجدت فروق معنوية بين المعاملات السمادية المختلفة من حيث صفات النمو الخضري والجذري. أما بالنسبة لصفات المحتوى الكيميائي، فإنها أعطت زيادة حسابية لم تصل إلى مستوى المعنوية، إذ حققت معاملة الرش الورقي سواء كان بسماد اليوريا بتركيز 9 جرام/ لتر أو بحمض الأسكوربيك بتركيز 200 مليجرام/ لتر تفوقًا معنويًا بأعلى المتوسطات مقارنة بالمعاملات السمادية الأخرى بما فيها معاملة الشاهد (المعاملة صفر).

بينما حققت المعاملة 3 جم/ لتر يوريا والمعاملة 100 مليجرام/لتر حمض الأسكوربيك أقل معدل من المتوسطات وبفوارق معنوية مقارنة بمعاملة الشاهد، أما بخصوص تأثير التداخل بين عاملي الدراسة، فقد سجلت المعاملة 9 جم/ لتر يوريا + 200 ملجم/ لتر حمض أسكوربيك القيمة الأعلى من المتوسطات للصفات المدروسة في التجربة بما فيهم معاملة الشاهد (المعاملة صفر).

بينما حققت المعاملة 3 جم/ لتر يوريا + 0 ملجم/ لتر حمض أسكوربيك أقل المتوسطات وبفوارق معنوية، مع معاملات التداخل وأعطت زيادة معنوية في صفات النمو الخضري والجذري. أما بالنسبة لصفات المحتوى الكيميائي، فإنها أعطت زيادة حسابية لم تصل إلى مستوى المعنوية مقارنة بمعاملة الشاهد.

ويتبين ما تحقق من التأثير الإيجابي لكل من الرش الورقي بسماد اليوريا أو بحمض الأسكوربيك أو كلاهما معًا إلى استفادة النبات منها في نموها الخضري والجذري والمحتوى الكيميائي في أوراق الشتلات. إذ نتج عنه زيادة عدد الأوراق وطول الورقة وعرض الورقة وعدد الأفرع وزيادة طول الأفرع وقطر الساق والوزن الطازج والجاف للمجموع الخضري، وأيضًا أدى إلى زيادة عدد الجذور وطول الجذور والوزن الطازج والجاف للمجموع الجذري، والحصول على زيادة حسابية غير معنوية من متوسطات محتوى الأوراق لعنصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكلوروفيل في شتلات التين العادي.

ويعود كل ذلك نتيجة زيادة عملية التمثيل الضوئي للنبات بسبب التسميد النيتروجيني والتسميد بحمض الأسكوربيك، الذي عمل على زيادة محتوى الأوراق من النيتروجين والعناصر الغذائية التي تعمل على تنشيط عمليات النمو المختلفة في النبات، مما أدى ذلك إلى زيادة إنتاج السكريات والكلوروفيل الكلي وتحفيزه لانقسام الخلايا وبناء الهرمونات النباتية مثل IAA وزيادة النشاط المرستيمي وبناء الأنسجة الجديدة واستخدامها في عمليات النمو المختلفة في النبات بشكل عام، وهو الذي سمح للنبات فرصة التفوق من حيث صفات النمو المختلفة للشتلات مقارنة بالمعاملات الأخرى وبما فيهم معاملة الشاهد (المعاملة صفر).

وقد اتفقت النتائج المتحصل عليها من هذه التجربة مع الكثير من البحوث والدراسات السابقة.