> «الأيام» شينخوا:

يكافح الطفل حامد، المعاق بسبب الحرب، من أجل الاندماج في المجتمع وممارسة حياته بين أسرته ومجتمعه بشكل طبيعي، في ظل استمرار الحرب منذ عشر سنوات في اليمن.

الطفل حامد ذو السبع سنوات من مدينة تعز جنوب اليمن، هو نموذج لما يواجه الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة في اليمن والعالم نتيجة فقدانه وأقرانه للحماية التي يستحقونها، وفي اليوم العالمي للطفل نستذكر أن الأطفال لا يبدؤون الحروب، إلا أنهم يتحملون وطأتها الأشد.

يقع منزل أسرة الطفل حامد بالقرب من مناطق التماس والذي يسمى بشارع الموت في مدينة تعز، التي تتساقط عليها القذائف عند أي توتر أمني، ولم تستطع أسرة الطفل حامد النزوح من منزلها خلال سنوات الحرب بسبب وضعها الاقتصادي وصعوبة النزوح، حيث لا زال أكثر من 4.5 مليون نازح يمني جراء الحرب يعانون قسوة النزوح، فيما أسرة الطفل حامد فضلت البقاء في منزلها رغم المخاطر، على مواجهة معاناة التنقل والنزوح، إلا أن للبقاء في المنزل ثمنا باهظا، تمثل في مقتل ثلاثة من أطفالها وبتر ساق الطفل الرابع وهو الطفل الناجي حامد، نتيجة سقوط قذيفة على الأطفال وهم يلعبون جوار منزلهم بتاريخ 30 أكتوبر من العام 2021.

في عام 2021، وعندما أُصيب حامد، لم يكن عمره سوى ثلاث سنوات. وبعد مرور أربع سنوات، بلغ حامد الآن السابعة من عمره وأصبح في سن الدراسة. وعلى الرغم من أنه حصل على طرف صناعي بمساعدة المنظمات المجتمعية، إلا أن عمره الصغير لا يسمح له بالتكيف الكامل مع الطرف الصناعي، كما أن نمو جسده السريع يزيد من صعوبة التكيف معه.

بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لا تستطيع الأسرة تحمل تكاليف تبديل الطرف الصناعي بشكل متكرر، لذلك، ومن أجل تخفيف معاناة الطفل، غالبًا ما يضطر الوالدان إلى حمل حامد على ظهرهما عند الخروج من المنزل.

لا شك أن اليوم العالمي للطفل هو مناسبة لتذكير العالم بما يتعرض له الأطفال في العالم من انتهاكات خاصة في مناطق النزاعات المسلحة، والعمل على التحقيق في هذه الانتهاكات لضمان عدم تكرارها أو السعي للتخفيف منها، والعمل على اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الأطفال من ويلات الحرب، وفي اليمن لن يكون ذلك ممكنا إلا بإيقاف الحرب وعودة السلام ورعاية من تعرضوا للانتهاكات في فترة الحرب.

قال ميو نيموتو، نائب ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن: حماية الأطفال، وخاصة الأطفال من ذوي الإعاقة والأكثر ضعفًا، هي من أولويات عمل اليونيسف.

فعلى سبيل المثال، في اليمن، يُشكّل الأشخاص من ذوي الإعاقة، بمن فيهم الأطفال، ما يقارب 15 % من السكان.

وتعود الأسباب الرئيسية لذلك إلى مخلفات الحرب من الأسلحة غير المنفجرة، بالإضافة إلى نقص خدمات الرعاية الصحية.

علاج هؤلاء الأطفال وحمايتهم هو أيضًا من المسؤوليات الأساسية التي تضطلع بها اليونيسف داخل اليمن.

وبحسب اليونيسيف، كان عام 2024، وفقًا لجميع المقاييس تقريبًا، أحد أسوأ الأعوام في السجل للأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات في تاريخ اليونيسف. ويعيش أكثر من طفل واحد من كل ستة أطفال في العالم حاليًا في مناطق متأثرة بالنزاعات، ويُجبرون على مواجهة الانتهاكات الفظيعة.