> كرش «الأيام» خاص:

رحّبت الأمم المتحدة بإعادة فتح طريق الضالع صنعاء، أحد أهم الشرايين الحيوية التي تربط بين الجنوب والشمال، بعد سنوات من الإغلاق نتيجة النزاع المسلح الذي اندلع منذ العام 2015، وأدى إلى انقسام جغرافي وإنساني واسع النطاق.

ويمثل هذا الطريق محوراً حيوياً يربط صنعاء بالعاصمة عدن، مروراً بمحافظة الضالع، ويخدم مئات الآلاف من المدنيين، لا سيما في ظل تدهور البنية التحتية وتفكك مؤسسات الدولة.

في أول تعليق دولي على إعادة فتح الطريق، قال هانس جروندبرج، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن:

"أرحّب بإعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط مناطق محورية بين عدن وصنعاء، حيث ظل مغلقاً منذ عام 2018 نتيجة النزاع المستمر".

وأكد جروندبرج أن فتح الطريق لا يحمل بعداً لوجستياً فقط، بل يشكل انفراجة عملية يمكن أن تُحدث تحولاً في حياة ملايين اليمنيين، موضحاً: أن "إعادة فتح الطريق تمثل انفراجة عملية من شأنها أن تُخفف معاناة عدد كبير من اليمنيين من خلال تقليص وقت السفر وتحسين حركة التنقل ونقل البضائع على مستوى البلاد".

وأشار إلى أن هذه الخطوة تعكس "ما يمكن إحرازه عبر الحوار والتسوية"، مشيداً بالجهود المحلية المبذولة، قائلا "أثني على الدور الإيجابي الذي لعبته الجهات المحلية الفاعلة عبر خطوط النزاع في تيسير هذه الخطوة المهمة".

ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى البناء على هذا التقدم من خلال خطوات إضافية تسهم في التخفيف من معاناة المدنيين.

منذ إغلاق الطريق في عام 2018، اضطر المدنيون إلى سلوك طرق وعرة وبديلة، بعضها يتجاوز 10 ساعات من السفر بين عدن وصنعاء، مقابل 5 ساعات فقط عبر طريق الضالع. كما شهدت تلك المسارات البديلة عمليات ابتزاز على الحواجز، ومخاطر أمنية من اشتباكات مسلحة وألغام، إضافة إلى ارتفاع كلفة النقل وأسعار البضائع.

وانعكس ذلك سلباً على الحياة المعيشية، خاصة في ما يتعلق بنقل الإمدادات الطبية والإنسانية، وحرية تنقل العائلات والطلاب والمرضى، فضلاً عن توقف التبادل التجاري شبه الكامل بين الشمال والجنوب.

إلى ذلك أحرزت وساطة محلية تقدمًا ملموسًا في جهود فتح الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي تعز ولحج عبر منطقة "كرش"، بعد تلقيها موافقة مبدئية من القوات الحكومية وجماعة الحوثي على إعادة تشغيل الخط المغلق منذ نحو تسع سنوات بسبب الحرب.

وقالت مصادر مطلعة، إن لجنة الوساطة نفذت، أمس السبت، نزولاً ميدانياً إلى المنطقة المحاذية لجسر "عُقان" المدمر، لمعاينة الوضع الميداني واستكمال الترتيبات الفنية والإدارية اللازمة للشروع في فتح الطريق خلال الفترة المقبلة.

وأوضح الإعلامي فارس الحميري، الذي يتابع ملف الطرقات المغلقة، أن اللجنة بصدد تمهيد الطريق كمقدمة عملية لإعادة تشغيله أمام المسافرين وشاحنات الإغاثة والبضائع، في خطوة من شأنها تخفيف معاناة آلاف المواطنين المتنقلين بين المحافظتين.

وناشدت لجنة الوساطة الشركات المحلية ورجال الأعمال سرعة التدخل لتمويل مشروع شق طريق بديل مؤقت في المنطقة المحيطة بالجسر، إلى جانب المساهمة في إعادة تأهيل الجسر الحيوي الذي تعرّض للتدمير الكامل جراء المواجهات المسلحة في أبريل 2015.