> "الأيام" غرفة الأخبار:
قال أستاذ القانوني الدولي المصري، د. أيمن سلامة، إن الضربات بين إسرائيل وإيران لم تكن مجرد حدث عسكري عابر، بل مثلت صدمة كاشفة لمدى هشاشة النظام الإقليمي العربي.
وأشار إلى أن "النظام الإقليمي العربي يعاني من انقسامات عميقة تفاقمت بسبب صراعات مثل الحرب في اليمن والأزمة السورية والتوترات بين دول الخليج وإيران، وغياب آليات فعالة في جامعة الدول العربية إلى جانب التدخلات الخارجية"، وهو ما اعتبره الخبير القانوني الدولي بأنه "يضعف قدرة الدول العربية على التصدي للأزمات".
وأوضح أن هذا التباين يعكس "غياب رؤية عربية موحدة وقدرة جماعية" على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية الكبرى، ما يزيد من شعور المنطقة بالضعف أمام القوى الإقليمية الأخرى، مؤكدا أن الضربة الإسرائيلية وما بعدها من ردود فعل "وضعت الدول العربية في موقع صعب" فبعضها يخشى أن يتحول إلى ساحة خلفية لهذا الصراع، أو أن يجبر على الانحياز لأحد الأطراف ما قد يعمق من الاستقطابات الموجودة ويولد توترات جديدة داخل حدوده.
وأشار الخبير القانوني الدولي إلى أن هذا الوضع يعكس كيف أن الأطراف الخارجية باتت تمتلك القدرة على تحديد مسار الأحداث في المنطقة، بينما تظل الدول العربية في موقف "المتلقي للتداعيات".
وتحدث عما يمكن أن يخلفه هذا التصعيد في حدة التوترات بزيادة التبعات الاقتصادية والاجتماعية على الدول العربية، من خلال تقلبات أسعار النفط أو تعطيل الملاحة في الممرات المائية الحيوية، كلها عوامل تزيد من الضغوط على اقتصادات المنطقة التي تعاني أصلا من تحديات كبيرة "تزيد من هشاشة البنية الاجتماعية وتخلق بيئة خصبة للمزيد من الاضطرابات".
وارتفعت أسعار النفط بنسبة 5% عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران مع مخاوف من تعطيل إمدادات الطاقة في الخليج، كما أغلقت دول مثل العراق ولبنان والأردن مجالاتها الجوية، ما أثر على حركة الطيران الإقليمية.
وطالب أستاذ القانون الدولي بضرورة وجود استراتيجية عربية موحدة تحمي مصالح المنطقة وتضمن استقرارها بعيدا عن أن تكون مجرد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الأخرى، مؤكدا أن "الصمت أو التباين في المواقف يجعل الدول العربية أكثر عرضة للتداعيات".
وشنت إسرائيل في الساعات الأولى من اليوم الجمعة هجوما جويا تحت اسم "الأسد الصاعد" استهدف منشآت نووية في نطنز وأراك وقواعد عسكرية ومصانع للصواريخ في طهران وأصفهان وكرمنشاه بمشاركة حوالي 100 طائرة حربية.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على إيران عن مقتل قادة بارزين بينهم اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة واللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، إلى جانب علماء نوويين.
وبررت إسرائيل الهجوم بمعلومات استخباراتية عن تخصيب إيران ليورانيوم يكفي لصنع 15 سلاحا نوويا، في المقابل، ردت إيران بضربة صاروخية مباشرة على إسرائيل، استهدفت مواقع عسكرية، ما أثار مخاوف من حرب إقليمية شاملة.